شدد سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان علي بن عواض عسيري بعد لقائه رئيس حزب «الكتائب» النائب سامي الجميل في حضور الوزير سجعان قزي، على» حرص المملكة على ضرورة إجراء حوار بين القوى السياسية المسيحية على أن يكون سريعاً، لأن الظروف التي تمر بها المنطقة صعبة». وقال: «نحن لنا مخاوف من التطورات في البلدان المجاورة في الإقليم، في سورية تحديداً، وبالتالي نرى تحصين لبنان بوجود رئاسة، لكن يجب أن يكون هناك توافق لبناني- لبناني، حتى يكون هناك إخراج جيد وينعكس على كل مؤسسات الدولة. وموقفنا هو حرصنا على لبنان ووحدته واستقراره وتجنيبه أي سلبيات قد تنعكس عليه، وعبرت للشيخ سامي عن حرص المملكة على حوار مسيحي- مسيحي، ونتمنى أن نرى في هذا الاتجاه نتائج سريعة وحواراً بناء بين القوى المسيحية ونحن نشجع هذا ونباركه لأن الظروف التي تمر فيها المنطقة ليست عادية». وأكد عسيري أن «الاستحقاق الرئاسي هو خيار للبنانيين أنفسهم، وفي مقدمهم المسيحيون». وقال: «هناك مبادرة وطنية من الكثير من القوى السياسية المؤثرة في البلد لاختيار شخص معين، وهناك بعض القوى المعارضة أيضاً»، موضحاً أن «دورنا هو تشجيع الفرقاء ليجتمعوا ويجدوا أرضية مشتركة للوصول إلى حل، سواء من اختاروه أم إذا كان لديهم بديل، ونحن حريصون على ملء هذا الفراغ في أسرع وقت ممكن»، مشدداً على أن «المملكة العربية السعودية لم تسمِّ ولن تسمي أي شخص وتفرضه على اللبنانيين، اللبنانيون هم أعرف من غيرهم بمن يصلح لأن يكون في هذا الموقع، وبالتالي المبادرة أتت لبنانية لبنانية». وقال: «هل المملكة باركت هذه الخطوة؟ نعم باركت هذه الخطوة برغبتها في أن يكون هناك دور للمسيحيين في هذا الإطار وفي هذا الإخراج وما بقي هو الحوار المسيحي- المسيحي ليتشارك المسيحيون همومهم التي يرون أنها أتت من موقع آخر، وهذا ما نشجعه ونحن نبارك هذه المبادرة وحريصون على ملء هذا الفراغ الرئاسي، لأن البلد والمؤسسات والوضع الاقتصادي تحتاج إلى الإسراع بوجود رئيس للبنان». وعندما قيل له: لماذا أنتم مستعجلون إلى هذه الدرجة وسلق الأمور؟ أجاب: «لأننا نشعر أن هناك تطورات سلبية في المنطقة قد تنعكس على لبنان ونرى أن تحصين لبنان يكون في وجود رئيس وتوافق لبناني لبناني ليكون هناك إخراج جيد ينعكس على مؤسسات الدولة وعلى المرحلة القادمة، أمامنا حكومة جديدة وانتخابات، وهناك مطالب للبنانيين، مسلمين ومسيحيين، تحتاج للتبلور ولتترجم الى واقع»، معتبراً أن «الفوضى ليست طيبة للبنان. نحن لدينا مخاوف من استمرار الفراغ الرئاسي من دون الشخص المناسب الذي يقود هذه المسيرة ويحاول أن ينهض بلبنان ويقوي مؤسساته». وأكد عسيري «أننا لا نفرض على اللبنانيين شروطاً، نحن نتمنى أن نرى جهوداً خيرة لبنانية وبالدرجة الأولى مسيحية للتوافق على من يرون أنه في هذا المكان، المبادرة هي لبنانية لبنانية وليست سعودية، ونحن نباركها ونشجع أن نرى نتيجة للحوار الذي يجري الآن بين القيادات المسيحية». وعما إذا كان حرص السعودية على لبنان هو في انتخاب رئيس من 8 آذار، أجاب: «المملكة لن تدخل في التجاذبات السياسية اللبنانية، ما دام الشخص لبنانياً واللبنانيون اختاروه فنحن نبارك هذا الأمر. لن ندخل في 8 ولا 14 آذار، هذا شغل اللبنانيين». وهل تبارك السعودية وصول صديق بشار الأسد إلى سدة الرئاسة؟ أجاب: «نحن نميز بين الرئاسة والصداقات الشخصية، هذا السؤال يجب أن يوجه إلى سليمان بك (فرنجية) هو يجاوب عليه أفضل مني»، وقال: «إننا إن شاء الله سنشهد تحركات إيجابية». وعما إذا كان سيلتقي النائب فرنجية، قال عسيري إنه «ليس هناك ما يمنع أن ألتقي النائب فرنجية، وأنا التقيته في السابق ودعاني إلى الغداء. ليس لدي أي محاذير أو موانع تمنعني من مقابلة سليمان بك ولكن بحكم هذه الإجازات الطيبة أهنئ كل المسيحيين وأبارك لكم في العيد وإن شاء الله نرى في العيد أو قبل العيد أن الفراغ يُملأ، بفضل جهود الخيرين في لبنان، وأن نراه ينهض من الوضع الذي هو فيه ويعود إليه السياح ومحبوه».