يواجه الشباب الذين يشاهدون التلفزيون لفترات طويلة، خطر التعرّض لمشكلات في مهاراتهم الإدراكية في مراحل لاحقة من حياتهم، كما أظهرت دراسة نشرتها مجلة «جورنال أوف ذي أميركان ميديكل أسوسييشن (جاما) سايكاتري»، وتضمنت متابعة أكثر من 3 آلاف شخص على مدى 25 سنة، وأثارت خلاصاتها جدلاً. وبيّنت الدراسة أن المشاركين الذين كانوا يشاهدون التلفزيون لأكثر من ثلاث ساعات يومياً عندما كانوا في أولى سنوات بلوغهم، واجهوا خطراً مضاعفاً للتعرّض لمشكلات في مهاراتهم الإدراكية في مراحل لاحقة من حياتهم، مقارنة بالأشخاص الأكثر نشاطاً الذين كانوا يمضون أوقاتاً أقل أمام الشاشة. وقوّم الباحثون الأداء على صعيد القدرات الإدراكية بعد 25 سنة، عبر الاستعانة بثلاثة اختبارات معدة لتقويم السرعة في التفكير والوظائف التشغيلية والذاكرة اللفظية. وأشار التقرير الصادر عن الدراسة، الى أن «المشاركين ذوي العادات الحياتية الأقل نشاطاً، أي الذين كانوا يمارسون القليل من النشاط الجسدي ويشاهدون التلفزيون لفترات طويلة، كانوا الأكثر عرضة للحصول على نتائج سيئة في هذه الاختبارات للقدرات الإدراكية». مع ذلك، يبدو أن الذاكرة اللفظية لا تتأثر بفترات المشاهدة الطويلة للتلفزيون. واعتبر اختصاصي علم النفس في جامعة أكسفورد اندرو بشيبيلسكي الذي لم يشارك في الدراسة، أن النتائج التي توصّل إليها الباحثون تضمنت بعض الخلاصات المتسرّعة. وقال: «استند هؤلاء في بياناتهم بالكامل إلى قياسات أجراها المشاركون في شأن الوقت الذي يمضونه أمام التلفزيون، وهو أمر قد يطرح إشكالية». وأشار الى أن المشاركين لم يخضعوا لاختبارات في شأن مهاراتهم الإدراكية في بداية الدراسة، ما كان من شأنه توفير بيانات مرجعية. كما أن «ثلث المشاركين لم يكملوا الاختبارات حتى نهاية الدراسة».