وزعت الحملة الوطنية السعودية لنصرة السوريين بالتعاون مع هيئة الإغاثة الأردنية (الثلثاء) الماضي الكسوة على الأسر السورية اللاجئة القاطنة في البادية الشمالية الأردنية، المكونة من بطانيات وملابس شتوية وتمور ومواد غذائية وتموينية، حيث سُلمت المساعدات إلى1100 أُسرة، بمعدل 5500 فرد. وجاءت هذه المبادرة ضمن سلسلة مساعدات «كسوة الشتاء» التي تُقدم للسوريين في الأردن، والتي بدأ تقديمها منذ أوائل فصل الشتاء، إنفاذاً لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، بإيلاء السوريين النازحين جل الاهتمام من الناحية الإيوائية والصحية والغذائية والتعليمية. وتسعى الحملة – بحسب وكالة الأنباء السعودية - إلى تأمين جميع متطلبات الحياة المعيشية للاجئين السورين، سواء تأمينهم بكرفانات وكسوة الشتاء وسلال غذائية أو وسائل تدفئة وغيرها، وذلك تأكيداً على دور الحملة الإنساني تجاه السوريين، والتخفيف من معاناتهم في مواجهة برد الشتاء، وتخفيفاً من العبء الذي يحمله الأردن منذ بداية الأزمة والواقع على جميع موارده وقطاعاته. ووزعت الحملة منذ بداية فصل الشتاء الكسوة في مناطق سهل حوران والرمثا وإربد وجرش وعجلون ومأدبا، ومحافظات معان والعقبة والطفيلة ومدينة المفرق والخالدية والمبروكة والضليل، إضافة إلى 40 ألف أُسرة داخل مخيم الزعتري. هذا وتقوم الحملة الوطنية السعودية لنصرة الأشقاء في سورية خلال الأيام المقبلة بمتابعة توزيع كسوة الشتاء على اللاجئين السوريين في الأردن حتى تصل المساعدات إلى جميع مستحقيها. وبدأت الحملة الخطط والدراسات اللازمة لتقلب الأحوال الجوية في فصل الشتاء التي أعدتها مسبقاً بحسب الأرصاد الجوية للدول التي لجأ إليها السوريون، والتي تتمثل في توزيع المساعدات الإغاثية الشتوية «كسوة الشتاء»، إذ تصل إليهم حيثما كانوا، وذلك تحسباً للحالات الطارئة التي قد تداهمهم، وليتمكنوا من استقبال فصل الشتاء وما يتخلله من ظروف جوية طارئة بأمن وأمان. وكانت كسوة الشتاء التي قُدمت للاجئين السوريين في المفرق نالت استحسانهم، وأكدت نهلة أحمد عبدالله وهي لاجئة سورية من أصل فلسطيني قدمت من مدينة حمص السورية إلى الأردن أن المساعدات السعودية أدخلت الطمأنينة في قلوبهم، إذ يعانون شحاً كبيراً في المساعدات مقارنة بأعدادهم الكبيرة، وأن دعم مملكة الإنسانية هو الأكبر والأضخم الذي تلقوه في الأردن، وأن ما تقدمه لهم يستحق التقدير والإعجاب. كما قالت سحر الرفاعي - لاجئة سورية وأم لستة أطفال - إنها لم تكن تتوقع وقت لجوئها وعائلتها إلى الأردن بأن بقاءهم سيتجاوز العام، فظنوا أن رحلة اللجوء لن تزيد على أسابيع معدودة تنتهي برجوعهم لبلادهم، مقدمة الشكر والعرفان للمملكة العربية السعودية على تلك المساعدات التي تصلهم تباعاً. وقال جمال قناب: «نشكر الحملة الوطنية السعودية لنصرة السوريين على جهودهم، ونشكر الشعب السعودي على دعمه الدائم لنا في محنتنا، وندعو الله أن يمد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بالصحة والعافية على ما وجه به لدعمنا وأطفالنا، فنحن لم نحضر معنا أي شيء سوى أطفالنا ونسائنا والملابس التي نرتديها، ولم نكن نعتقد أن إقامتنا في الأردن ستطول، وبعد مضي أكثر من عامين تأكدنا أن إقامتنا ستستمر إلى وقت غير معلوم. من جهة أخرى، قامت الحملة في كل من الأردن ولبنان وتركيا منذ بداية أزمة اللاجئين السوريين وحتى الآن بتنفيذ مجموعة كبيرة من البرامج والمشاريع الإغاثية والمساعدات الأخرى لهم كالبرامج الإيوائية والغذائية والصحية والتعليمية عالية المستوى التي تجلت فيها لحمة الشعب السعودي مع قيادته في كل المواقف الصعبة، ويشهد على ذلك تاريخ طويل من المشاهد التي وحدت فيها المشاعر في مملكة الخير بين شعب العطاء وقيادته الحكيمة. وتتواصل مبادرات مملكة الإنسانية بالتزاماتها الأخلاقية تجاه المناطق المنكوبة والمتأثرة في الدول المتضررة في إطار الشراكات الفاعلة مع المنظمات الدولية والإقليمية الإنسانية لإيصال المساعدات لمستحقيها، وذلك تجسيداً للمعاني الإنسانية وإعلاءً لقيم التراحم والتعاطف والتكافل التي تتمسك بها المملكة في جميع أرجاء العالم، ومنها مدّ يد العون للشعب السوري ونصرته ومساعدته، وما تقوم به «الحملة الوطنية السعودية لنصرة السوريين» بإشراف ومتابعة وزير الداخلية المشرف العام على اللجان والحملات الإغاثية السعودية الأمير محمد بن نايف، من جهود حثيثة في الإشراف على هذه المساعدات وتوزيعها على الشعب السوري المشرّد في دول الجوار، ما هو إلا دليل على ما تتمتع به السعودية من دور ريادي في مجال العمل الإنساني في العالم الإسلامي على وجه الخصوص، والعالم أجمع على وجه العموم.