كل من لا يستطيع التواصل معنا بالأسلوب اللبق يُظهر لنا شخصيته القوية.. يُظهرها بالصراخ، حتى نخاف منه ونستمع إليه. من دون جدالٍ لم أنسَ تلك المعلمة التي صرخت على صديقتي في طابور الصباح وأمرتها بأن تخلع أقراطها بحجة «إنتي جايه مدرسة» لم تعلم تلك المعلمة بأن صديقتي قد جمعت مصروفها لتشتري تلك الأقراط وتصبح كالفتيات في زينتهن ولم تعلم حينما أخذت مني سواري بأن السوار له مكانة عظيمة في قلبي، لأنه هدية من أخي لم تشفع لي محاولاتي وتوسلاتي لها بأن تشفق عليَّ وتعيده إليَّ. أما المعلمة الأخرى التي أخطأت في رصد الدرجة لإحدى الطالبات وحينما أخبرتُها أصبحت تصرخ وتقول لا تجادليني، أنا المعلمة وليست أنت. هكذا في جميع أوجه حياتنا البيت.. المدرسة.. الجميع يصرخ لا يقبل الجدال ولا يرضخ للتحاور، وعلينا أن نكون طوع أمرهم ولو كان ذلك يكلفنا الكثير.