أكد رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية الأمير تركي الفيصل ضرورة تواصل الديبلوماسي مع الشعب الذي يمثل الحكومة فيه. وبيّن في معرض حديثه خلال «لقاء المعرفة» الثقافي الذي نظمه مركز المعلومات والدراسات في وزارة الخارجية أن رسالة السفير يوجهها ويحكمها خادم الحرمين الشريفين، وهي رسالة مباشرة ومختصرة، وهي أن تكون مخلصاً في عملك لربك ثم لمليكك ووطنك، وأن يكون ضميرك مرتاحاً لما تفعل. ونصح الأمير تركي الفيصل الديبلوماسيين السعوديين بأن لا يصافحوا أي إسرائيلي في المستقبل، مشيراً إلى أنه غير نادم على مصافحته نائب وزير الخارجية الإسرائيلي في مؤتمر ميونخ للأمن الذي أقيم الشهر الماضي، كونها مجرد مصافحة لا تمثل أي شيء، ولو ندمت على كل من صافحت في السابق أثناء مسيرتي في عملي في الاستخبارات أو السلك الديبلوماسي، فسأعيش بقية حياتي في ندم شديد». ولفت الفيصل إلى أنه لم يجلس على المنصة مع المسؤول الإسرائيلي ولكن الأخير أحرجه بالحضور إليه ومصافحته، ورأى أن المصافحة لا تمثل أي شيء بالنسبة له، وأنه لا يمثل الحكومة في ذلك المؤتمر». مبيناً أنه كان لديه فكرة حضرته بعد حدوث المصافحة تمثلت في أنه كان يرغب في الالتفات على الحضور وسؤالهم بأن إسرائيل سلبت الأرض وشردت الأهالي فهل ترضون أن أصافحه؟... ولكن هذه الفكرة لم تحضرني إلا بعد فترة لأن الموقف جاء سريعاً، وكما يقال في المثل الشعبي «المرجلة تحضر وتغيب» وفي هذه الحال من الممكن أن ينطبق علي المثل». وتطرق إلى عمل المرأة في السلك الديبلوماسي، وقال: «المرأة شريكة الرجل في خدمة هذه البلاد وهذه قناعتي بصفتي شخصاً وموظفاً، ولا يمكن أن نرتقي بمجتمعنا إلا من خلال القوة بين الرجل والمرأة في تحمل المسؤولية». ولم يتردد الأمير تركي الفيصل في الرد على الكم الهائل الذي ورده من الحضور، وأكد لهم في بداية اللقاء أنه سيرد على الأسئلة كلها، وأن الأسئلة «السخيفة» - على حد قوله - سيجيب عنها ب»السخف» ذاته، ولم يخف الفيصل ندمه كونه لم ينشأ في السلك الديبلوماسي ليتعلم أساليبه وطرقه بشكل موسع، واصفاً العمل الديبلوماسي بالجهاد، «كونه يحتاج إلى جهد مضاعف والديبلوماسي يواجه ضغوطاً كبيرة». وواجه الأمير تركي الفيصل سؤالاً حول كتابته لمذكراته فرد بأنه لن يكتب مذكراته حفاظاً على علاقته مع أصدقائه، مشيراً إلى أن تلك الحكمة أخذها من والده الملك فيصل، وقال: «والدي رد على سؤال حول كتابته لمذكراته فقال (الكلام للملك فيصل) لو كتبت مذكراتي فلن يبقى لي صديقاً، فالملك فيصل يريد أن يكون صادقاً مع نفسه وهذه الحكمة أسير عليها». وذهب الأمير الفيصل ليتحدث عن تجربته أبان كان سفيراً في الولايات المتحد الأميركية، مشيراً إلى أنه «على رغم تلك التجربة إلا أنه لم يستطع أن يتعرف على العقلية الأميركية، وأن الآخرين لا يستطيعون أن يعرفوا عقلية الأميركان كونهم من جنسيات وعقائد مختلفة وأيضاً الأميركان أنفسهم لم يتعرفوا على عقليتهم، وذلك لا يعني أن لا نستفيد منهم، فعندهم كفاءات مميزة في مجالات عدة». وأكد الأمير تركي الفيصل في رده على أحد الأسئلة حول علاقة أميركا وإسرائيل أن تلك العلاقة مستمرة وتطورت عما سبق، مشيراً إلى أن الرئيس الأميركي باراك أوباما يتعامل مع إسرائيل بحسب السياسة التي يقرها الإسرائيليون. وأوضح أن «الملك فيصل عندما كان وزيراً للخارجية عام 1948 اجتمع مع عدد من الوزراء في الدول العربية، وعددهم سبعة في ذلك الوقت من أجل إقرار برنامج عمل لإعطاء الفلسطينيين حقوقهم، ولكن منذ ذلك الوقت وحتى يومنا هذا ومع انتهاء القمة العربية الأخيرة في ليبيا لا يوجد برنامج عمل موحد، وهذا عجز كبير بنا بصفتنا عرباً ومسلمين لمواجهة المد الصهيوني».