خرج الآلاف من سكان مدينة باتنةالجزائرية (400 كلم جنوب شرقي العاصمة) في مسيرة حاشدة أمس، تنديداً بزلة لسان رئيس الوزراء السابق عبد الملك سلال، حصلت أثناء إطلاقه دعابة في جلسة خاصة مع أحد الأصدقاء، تبيّن أنها منقولة مباشرة على تلفزيون محلي، وحملت انتقاصاً من صورة «الشاوية» وهم الأمازيغ الذين يسكنون منطقة الأوراس وعاصمتها باتنة. ورفع المحتجون شعارات تؤيد ابن مدينتهم الرئيس السابق اليمين زروال، الذي كان وجّه في الساعات القليلة الماضية رسالة للجزائريين عارض فيها بشكل غير مباشر ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لولاية رابعة متتالية. وذكر شهود من مدينة باتنة ل «الحياة» إن المسيرة بدأت صباحاً بشكل اعتصام حضره المئات فقط، لكنها سرعان ما تحولت إلى تظاهرة عارمة شارك فيها عشرات الآلاف، انطلقت من تمثال المجاهد الحاج لخضر، وحمل خلالها المتظاهرون شعارات منها «جزائر حرة ديموقراطية» وأخرى موجهة لسلال، كُتب عليها: «لن نسمح»، رداً على اعتذار الأخير على زلة لسانه. وخرج زروال عن صمته الذي استمر منذ مغادرته كرسي الحكم قبل 15 سنة حتى أمس، ليطالب ب «تداول السلطة»، منتقداً تعديل الدستور في عام 2008، بخاصة المادة التي كانت تحدد الولايات الرئاسية بولايتين متتاليتين فقط . ولمّح زروال إلى ضعف قدرات بوتفليقة الصحية، لكنه دعا في الوقت ذاته إلى التصويت بكثافة في انتخابات 17 نيسان (أبريل) المقبل، ما يشير إلى احتمال توجيه مناصريه للاقتراع لمصلحة أحد المرشحين للانتخابات، قد يكون علي بن فليس المتحدر من باتنة أيضاً. وشدد زروال على أهمية «التذكير بأن التداول على السلطة هدفه التضامن ما بين الأجيال وتعزيز التماسك الوطني ووضع الأسس لاستقرار مستدام». وأضاف أن «مراجعة الدستور الجزائري في عام 2008، لاسيما تعديل المادة 74 منه، المتعلقة بتحديد الولايات الرئاسية بولايتين، أدت بشكل عميق إلى تعكير النقلة النوعية التي كان يقتضيها تداول السلطة وحرمت مسار التقويم الوطني من تحقيق مكاسب جديدة على درب الديموقراطية». وشكك زروال قبل ثلاثة أيام على بدء الحملة الانتخابية، بمدى دستورية ترشح بوتفليقة الذي يعاني من آثار جلطة دماغية ألمّت به العام الماضي.