الصديق إيهاب عبدالجبّار من أكثر المتابعين لمقالاتي الرياضيّة على صفحات الحياة الرياضية، وتعليقاته دائماً ما يكون لها وزنها، عندي أنا على الأقل. فمن تعليقاته التي وصلتني على مقالتي الأخيرة التي نشرت يوم الجمعة الماضي، والمعنونة ب«مساكين»، نبّهني إيهاب بموضوع مهم جداً له علاقة بالإخفاقات الكثيرة في فرقنا السعودية لكرة القدم، بما فيها فرق منتخباتنا الوطنية، إذ قال: «وأكبرالمساكين هم المدربون... الذين طالما ذهبوا ضحية لبعض «مطافيق» المجال الرياضي، ممن يتركون أنفسهم ليقعوا تحت تأثير الضغط الإعلامي والجماهيري، فيصدرون قرارات عشوائية بإبعاد المدرب، وتقديمه بصفته كبش فداء بغض النظر عن المصلحة العامة لأنديتهم. بالمناسبة هل كان للسير أليكس فيرجسون، الذي يقف على رأس الجهاز الفني بفريق مانشستر يونايتد منذ عام 1986... أن يصل بفريقه لقمة الكرة الإنكليزية، و يقارع أعتى الفرق الأوروبية... بل ويتفوق عليها، لو كان يملك مثل بعض العقليات الإدارية لدينا؟ في الموسم الماضي والذي حقق فيه مانشستر يونايتد ألقاب عدة، كانت بداية الفريق ضعيفة جداً... صنفت بالأسوأ في تاريخ النادي وهوت به إلى قاع الجدول في الدوري... ومع ذلك لم يتدخل كائن من كان في صميم عمل الرجل، واستمر يعمل حتى وصل للقمة وفاز باللقب. تخيل لو أن الأحداث نفسها مرت بإحدى الفرق السعودية، هل سيصبر عليه القائمون على رأس الجهاز الإداري»؟. وبالفعل، كلام الأخ إيهاب صحيح 100 في المئة. ولكن، ما هي الأسباب التي تجعل هؤلاء المسؤولين يتّخذون مثل هذه القرارات؟!... هل هم يتعمّدون الإخفاق؟! أليس هم أيضاً من أحرص الناس على النجاح والفوز بالألقاب؟! الجواب هو: نعم. هم حريصون على النجاح، سواءً حبّاً بفرقهم وكياناتهم، أو حتّى حباً بالظهور والفلاشات. ولكن ما المشكلة التي تجعلهم لا ينجحون، ومن ثم يلصقون الفشل بجبهة المدرّب؟!.. في رأيي، أن المشكلة أيها السادة والسيدات، تتمثّل في ثلاث نقاط أبدأها بالأهم فالأهم، وهي: أولاً: جهل متّخذ القرار في النادي (والذي يكون عادة أو غالباً هو رئيس النادي) في الأمور الفنّية. ممّا يجعله عاجزاً عن معرفة الاستراتيجية الفنية التي من المفروض أن ينتهجها الفريق بحسب قدراته وظروفه، ممّا يجعله يتخبّط باتخاذ قرار تعيين وتسريح الأجهزة الفنية. ثانياً: وجود لجنة أو بطانة استشاريّة غير مناسبة لمتّخذ القرار هذا. وأقول غير مناسبة، إمّا لجهلها هي الأخرى في الشؤون الفنية مثلها مثل متّخذ القرار هذا، أو لوجود صراعات ومنافسات داخلية في ما بينهم وبين آخرين، أو لتفضيلهم المصالح الشخصية الرخيصة على مصلحة المنظمة الرياضية التي من المفروض أنّهم يعملون فيها ولها. ومن هنا، يتم اتخاذ قرارات بتعيين أو تسريح الأجهزة الفنّيّة. ثالثاً: وجود تسيّب إداري، قد يكون سببه الجهل أو قلّة الخبرة، أو حتّى سوء النوايا، يترك الفرصة لهواة القلة من اللاعبين والدخلاء على هذه المنظّمة الرياضية بتضييع وتمييع شخصيّة الجهاز الفنّي، مما يجعله من الصعب أو من المستحيل أن يفوض شخصيّته على أفراد فرقته، فتمشي الأمور عكس ما يريد الجميع. ومن هنا، يتم إلصاق الفشل في رأس المدرّب، عند أول إخفاق. [email protected]