تسببت الارتفاعات المتواصلة في أسعار الشعير خلال الشهرين الماضيين والتي رفعت سعر الكيس البالغ وزنه 50 كلغم إلى 33 ريالاً للمنتج الأوروبي من 12 ريالاً، و35 ريالاً للاسترالي في عزوف بعض تجار المواشي ومواطنين عن الشراء، والتخلص مما لديهم من مواش. وقال تجار مواش ل «الحياة» إن ارتفاع اسعار الشعير أضر بهم، خصوصاً أنهم يعتمدون بشكل كبير على تجارة المواشي، وطالبوا الجهات المختصة برقابة صارمة على تجار الشعير وتحديد أسعار ثابتة. وأكد رئيس لجنة تجار المواشي في غرفة جدة فهد السلمي أن الدولة لم تقصر في صرف الإعانات الكاملة لموردي الشعير، وتسعى للقضاء على أي معوقات تواجههم في المستقبل، معتبراً أن الارتفاعات التي تشهدها أسواق الشعير حالياً تمثل تلاعبات واضحة من هؤلاء التجار، وقال: «العديد من التجار يتلاعبون بأسعار الشعير ويرفعونها بين وقت وآخر»، مستشهداً بالمقولة المعروفة «من آمن العقوبة أساء الأدب». وأشار إلى أن غالبية التجار يقومون بتخزين الشعير فترة من الوقت، ما يتسبب في شحه في السوق، وبالتالي ارتفاع أسعاره، والمواطن يصبح الضحية، خصوصاً أنه يكون مضطراً لشراء الشعير والأعلاف بأعلى الأسعار للحفاظ على تجارته، مشدداً على أن «هذا الارتفاع يضعف فرص بقاء الكثيرين للعمل في هذه التجارة في المستقبل». وأضاف السلمي انه لا بد من وضع رقابة مشددة على تجار الشعير من وزارة التجارة وكذلك من الجهات الرقابية ذات العلاقة، مثل بلديات المناطق وأيضاً الجهات الأمنية، ومن المهم «إلزام التجار بالأنظمة والقوانين المتبعة ومنعهم من تخزين الشعير وعرضه في السوق في أوقات معينة». من جانبه، أوضح تاجر المواشي أحمد بن علي العمري أنه في الوقت الذي كنا نترقب فيه كمربين للمواشي أن تشهد الأسواق انخفاضاً في أسعار الشعير لدعم مربي الأغنام بالدرجة الأولى فوجئنا بالارتفاع. وأضاف العمري: «هناك تلاعب واضح في الأسعار من الشركات وتجار التجزئة، وسعر الكيس الواحد البالغ وزنه 50 كلغم قفز إلى 33 ريالاً، فيما كان يباع ب 12 ريالاً أي بفارق 21 ريالاً»، وطالب الجهات الرقابية بتدارك الوضع قبل أن تتفاقم المشكلة، وإلزام التجار بتسعيرة موحدة للكيس. ولفت إلى أن غالبية مربي المواشي يدرسون تصفية استثماراتهم في السوق، بعد الخسائر الفادحة التي تكبدوها جراء تذبذب أسعار الشعير. ويقول التاجر عبدالله الزهراني إن الارتفاع المفاجئ في أسعار الشعير أضر بشريحة كبيرة تعتمد اعتماداً كلياً في دخلها الشهري ومعيشتها على تربية المواشي، محملاً التجار مسؤولية ما يحدث في السوق. واضاف أن سعر الكيس الواحد سعة 50 كلغم (الأسترالي) وهو النوع الأكثر طلباً ارتفع سعره خلال اليومين الماضيين بين 5 إلى 7 ريالات بنسبة 25 في المئة، لافتاً إلى أن الارتفاع كبد أصحاب المواشي خسائر فادحة، الأمر الذي دفع مجموعة كبيرة من مربي المواشي إلى ترك هذه المهنة. من ناحيته، أكد بائع شعير محمد احمد أن أسعار الشعير في الوقت الجاري تشهد ارتفاعاً بنسب متفاوتة، ما أدى إلى عزوف الكثير من المواطنين عن الشراء، مشيراً في الوقت ذاته إلى انه لا يعلم الأسباب الحقيقية وراء هذه الارتفاعات، خصوصاً أنها تأتي في أوقات متباينة في العام. وقال المواطن عبدالله بن الشدوي «مربي مواش» في منطقة الباحة إن ارتفاع الأسعار بين الحين والآخر يهدد بإفلاسنا لعدم قدرتنا على تربية المواشي، إذ إننا لا نستطيع غالباً أن نغطي مصاريف تربية المواشي. وأكد أن ارتفاع أسعار الشعير يشكل عبئاً مادياً كبيراً على المربين، مشيراً إلى «انسحاب» آلاف المربين من هذه المهنة نتيجة لارتفاع الأسعار، ما كبد آلاف المواطنين خسائر مالية فادحة.