منعت رواندا الصحافي الأميركي المناهض للنظام والحكومة، ستيف تيريل، من دخول أراضيها، بعد احتجازه ساعات في المطار، ليتمّ تحويل رحلته لاحقاً إلى اثيوبيا، على رغم كونه لا يحتاج إلى تأشيرة دخول إلى الأراضي الرواندية. وتأتي هذه الحادثة، بعد كشف تيريل فضيحة لترهيب للصحافيين الروانديين، من قبل السلطة، عبر حساب مُزيّف على "تويتر". ونشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية، تفاصيل القضية، التي بدأت بتعرّض الصحافية سونيا رولي، التي تعمل لدى "راديو فرنسا الدولي"، في تغطية مقتل منشقين روانديين، لمضايقات وتنمّر على مدى عدة أشهر، قام بها حساب على "تويتر" باسم شخص يُدعى ريتشارد غولدستون، ليتبيّن لاحقاً أنه يعود إلى أحد موظفي القصر الرئاسي الرواندي. وريتشارد غولدستون، هو المدّعي الأول في المحكمة التي أنشأتها الأممالمتحدة، للنظر في جرائم الحرب في رواندا، لكن تبيّن لاحقاً أن هذا الحساب لا يمتّ له بصلة. وخلال إحدى النقاشات الحادة على "تويتر"، علّق تيريل على حساب غولدستون، بأن "يُوقف التحرّشات المُعادية للنساء، التي مارسها على رولي"، لكن المفاجأة أن الردّ على تيريل جاء من الحساب الرسمي للرئيس الرواندي بول كاغام. وأرسل تيريل سابقاً بعض الرسائل الإلكترونية إلى مكتب الرئاسة، كاشفاً أن حساب غولدستون مصدره القصر الرئاسي، لكن لم يجبه احد. وألغت الرئاسة الرواندية هذا الحساب، مُعلنةً أن "موظفاً صغيراً في المكتب الرئاسي، هو المسؤول عن هذا الحساب، وتمّت معاقبته". واحتجزت السلطات الرواندية الصحافي تيريل، مدة ساعات عند وصوله الأسبوع الماضي إلى مطار كيغالي، بهدف تصوير إحياء الذكرى العشرين للإبادة الجماعية في روندا، ومنعته من استعمال الهاتف الخلوي، لتقوم بعدها بترحيله إلى إثيوبيا بعد ساعات على احتجازه. ولم تصدر السلطات أيّ بيان رسمي حول سبب الترحيل، وقامت بدلاً من ذلك بنشر مقال قديم، على حساب الرئيس الرواندي على "تويتر"، يتّهم كاتبه الصحافي الأميركي بالتوّرط في أفعال جرمية كان بُرّئ منها. وأعلنت منظمة "مراسلون بلا حدود"، التي تصنّف رواندا في المرتبة 162 من حيث حرية الصحافة من بين 180 بلداً، أن "عددا من الصحافيين الروانديين، الذين يغطون أحداثاً مُشابهة تعرّضوا لتهديدات من قبل النظام". واضافت في بيان، أن "من حقّ الناس أن يعبروا عن انتقاداتهم للحكومة، هذا ما لا يستطيع الرئيس كاغام تقبّله".