أقرّ مجلس النواب الروسي (الدوما)، اليوم الخميس، بأغلبية ساحقة، معاهدة لضمّ منطقة القرم، ما يجعل شبه الجزيرة المُطلة على البحر الأسود أقرب إلى الانضمام لروسيا الاتحادية، في وقت أعلن نائب وزير الدفاع الروسي يوري بوريسوف، أن روسيا ستعزّز وجودها العسكري في القرم، لحمايتها من التهديدات الخارجية. وسيُجري مجلس الاتحاد المجلس الأعلى في البرلمان الروسي، تصويتاً مماثلاً غداً الجمعة لاستكمال التصديق على المعاهدة التي وقع عليها الرئيس فلاديمير بوتين، يوم الثلثاء، على رغم تهديد الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي بفرض مزيد من العقوبات على روسيا. وكانت المحكمة الدستورية الروسية أقرّت الأربعاء معاهدة تسمح بضمّ منطقة القرم الأوكرانية إلى روسيا، وقّعها الرئيس فلاديمير بوتين. وتقضي المعاهدة بتحديد فترة انتقالية للعضو الجديد، ليندمج في أنظمة روسيا الاقتصادية والمالية والائتمانية والقانونية. وجاء ذلك في وقت حذّر سفير أوكرانيا لدى الأممالمتحدة في جنيف، اليوم الخميس، من "مؤشرات" عن استعداد لتدخل روسي واسع، في شرق وجنوب اوكرانيا. وفي موسكو، نقلت وكالة "إيتار تاس" للأنباء، عن نائب وزير الدفاع الروسي يوري بوريسوف، قوله إن روسيا ستعزّز وجودها العسكري في القرم، لحمايتها من التهديدات الخارجية. وأضاف: "سيكون من الضروري تطوير البنية التحتية العسكرية في شبه الجزيرة، حتى تكون القرم جديرة بتمثيل الاتحاد الروسي، ولحمايتها من كل الاعتداءات المحتملة". جاء ذلك في وقت أعلن نائب رئيس جهاز حرس الحدود بافلو شيشولين أن حرس الحدود الأوكراني في منطقة القرم، التي يسيطر عليها الجيش الروسي، بدأوا في إعادة الانتشار في مناطق أخرى بأوكرانيا. وأضاف في مؤتمر صحافي: "بدأنا عملية إعادة انتشار تدريجية لجنودنا في منطقتي خيرسون وميكولاييف"، مشيراً إلى أن نحو ألف مدني غادروا شبه الجزيرة، حتى الآن. وفي سياق متصل، أعلن المتحدث باسم الجهاز الفدرالي للجمارك الروسية ديمتري كوتيكوف، ل"فرانس برس"، اليوم الخميس، أن روسيا عزّزت مراقبة استيراد البضائع على الحدود مع اوكرانيا. وقال كوتيكوف: "تمّ تعزيز المراقبة الجمركية حالياً، عند كل نقاط الجمارك على الحدود الروسية الأوكرانية"، مضيفاً أنه لم يتم تعليق الواردات، مع ذلك. وتابع: "تقرّر ذلك بسبب معلومات حول نقل بضائع محظورة، انطلاقا من أوكرانيا، وبينها أسلحة". وعزّزت روسيا عمليات مراقبة البضائع الآتية من أوكرانيا، خلال صيف 2013، على سبيل الاحتراز، بينما كانت الجمهورية السوفياتية سابقاً تستعد لتوقيع اتفاق شراكة مع الاتحاد الاوروبي، وهو الذي لا تنظر إليه روسيا بعين الرضا. وعدل الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش، أخيراً، عن توقيع هذا الاتفاق، الأمر الذي أثار حركة احتجاج غير مسبوقة، أدت إلى عزله، ووصول سلطات جديدة موالية لأوروبا، إلى الحكم في أوكرانيا. وستوقّع هذه الأخيرة، غداً الجمعة، في بروكسل، الشقّ السياسي من هذا الاتفاق، بحسب مصدر ديبلوماسي أوروبي.