يرتقب أن يحمل كانون الأول (ديسمبر) المقبل إعلان غرفة الحكم في لجنة الأخلاق المستقلة قرارها في شأن رئيس الإتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) المستقيل جوزيف بلاتر ورئيس الاتحاد الأوروبي، الفرنسي ميشال بلاتيني، الموقوفَين 90 يوماً (منذ 7 تشرين الأول - أكتوبر) عن أي نشاط رياضي، بسبب دفع الأول إلى الثاني عام 2011 في شكل «غير شرعي» مبلغاً يصل إلى مليوني دولار عن «خدمات» أداها الفرنسي لمصلحة «فيفا» بين 1999 و2002، علماً أن وقفهما قد يمدد 45 يوماً. واللافت أن اللجنة تحقق وتذاكر وتتداول في مضمون الملفات والقضايا بواسطة تقنية ال «فيديو كونفيرنس»، ما جعل التكنولوجيا وسيلة تواصل فعالة في هذا الجانب «القضائي – الرياضي». واستخدمها مجلس إدارة الاتحاد الدولي لألعاب القوى قبل نحو أسبوعين، حين دعا رئيسه اللورد سباستيان كو إلى اجتماع طارئ لدرس وقف الاتحاد الروسي اللعبة في ضوء فضيحة المنشطات والرشاوى المتعلّقة بها. ولجنة الأخلاق المسماة أيضاً لجنة النزاهة والقيم، محكمة داخلية متعددة الجنسية في «فيفا» تضم 15 عضواً من 15 بلداً من القارات الست. وقد فصلت عن غرفة تقصّي المعلومات وإصدار الأحكام بموجب التعديلات التي أقرها الاتحاد الدولي عام 2012، سعياً إلى «الشفافية المنشودة» كما روّج بلاتر. ويرأسها السويسري كورنل بوربيلي المختص بالتحقيقات الخاصة بالجرائم الاقتصادية، والقاضي الألماني هاينز يواكيم إيكرت الذي يرأس غرفة الحكم. وكونه سويسرياً، تنحّى بوربيلي عن التحقيق مع بلاتر فأوكل عضو المحكمة العليا في غوام، روبرت توريس المهمة. كما نأى بوربيلي عن ملف بلاتيني ليحط في جعبة الترينيدادية فانيسا آلار، المحامية في النزاعات المدنية في جورج تاون عاصمة جزر كايمان. واستجوبت رئيس الاتحاد الأوروبي استناداً إلى العناصر التي نقلتها إليها غرفة التحقيق. أما نائبا الرئيس فهما القاضي التشادي ديجم راباي بورنغار والأسترالي ألن سوليفان، وتضم اللجنة عضو المجلس الدستوري الكولومبي إيفان بالاسيو ورئيس الاتحاد الموريتاني لكرة القدم أحمد يحيى، والفرنسي جاك لامبير رئيس الشركة المنظمة لبطولة أوروبا 2016، وقد نأى بنفسه أيضاً عن ملف بلاتيني. كما تضم رئيس نادي بينارول الأوروغواياني خوان بيدرو دامياني ووزير الرياضة السابق في السنغال عبداللي ديوب والقانوني بابوان جاك كاريكو من غينيا الجديدة ورئيس الاتحاد النرويجي لكرة القدم إنغفي هالن، والأميركية آلا روتنبرغ والصيني شي ليو. وكان الأميركي مايكل غارسيا من أبرز أعضاء اللجنة، نظراً إلى ترؤسه محكمة البداية مدة سنتين ونصف السنة (حتى كانون الأول - ديسمبر 2014)، إذ تولّى التحقيق في ملف منح تنظيم مونديال 2018 لروسيا و2022 لقطر، وأصدر تقريراً أعلن إيكرت خلاصته، واعتبره الأول محرّفاً ومغلوطاً، فاستقال احتجاجاً. ولكن، تحت إدارة إيكرت، فتحت لجنة القيم والنزاهة ملف بلاتر وبلاتيني، ويبدو أنه مسلسل طويل وعسير.