أثار شيوخ عشائر من مدينة سامراء، عقب إطاحة رئيس مجلس محافظة صلاح الدين أحمد الكريم الذي ينحدر من سامراء (جنوب تكريت)، الدعوة إلى الانفصال عن محافظة صلاح الدين وتشكيل محافظة سامراء. وهذه ليست المرة الأولى التي يتم الدعوة فيها إلى إنشاء محافظة سامراء مستقلّة عن صلاح الدين. وقال الشيوخ، وجميعهم من سامراء، في مؤتمر صحافي، أنه في حال عدم عودة منصب رئاسة مجلس محافظة صلاح الدين إلى سامراء، فإنهم سيتجهون إلى إنشاء محافظة خاصة بدلاً عن صلاح الدين. وكان أعضاء في مجلس المحافظة أقالوا الأسبوع الماضي، محافظ صلاح الدين ورئيس المجلس، وعيّنوا وكلاء عنهم، فيما أن حصة المجلس تعود وفق الاتفاقات المبرمة لتشكيل الحكومة المحلية، إلى مدينة سامراء. وقال رئيس المجلس بالوكالة جاسم محمد، ل «الحياة»، أنه «سيترك المنصب فور ترشيح شخصية من سامراء لشغله ولن يتمسّك به». وعلى رغم تطمينات الوكيل، فإن ملف إنشاء محافظة سامراء يدور في الأفق، وبينما هناك رغبة في إنجازه هناك في المقابل تخوّف منه. وقال خالد الدراجي، عضو مجلس محافظة صلاح الدين، ل «الحياة»، أن «الدعوات موجودة لإنشاء محافظة سامراء، وبعض شخصيات سامراء متخوّفة من ألا يكون رئيس المجلس من سامراء. فالأمر يصطدم بقلق السكان حيال حدود المحافظة الجديدة وهويتها». وسبق أن أثار رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، قضية استقلال سامراء عن صلاح الدين، فيما طرح بعض الأحزاب الشيعية خريطة لحدود محافظة جديدة تبدأ من مركز سامراء وحتى بلد ومن ثم الدجيل جنوباً وبلدات في محافظات أخرى مثل الخالص في ديالى غرباً. وتلك البلدات كافة ذات غالبية شيعية ما عدا سامراء التي تقطنها غالبية سنية، ما يحوّل سامراء - التي لها أهمية عند السنة باعتبارها عاصمة للدولة العباسية - إلى جزء من محافظة شيعية. ويقول الشيعة أن سامراء ذات أهمية لهم أيضاً لأنها تضمّ مرقدي الإمام علي الهادي والحسن العسكري، أبرز الأئمة الشيعة، إضافة إلى الغيبة التي يعتقد أن الإمام المهدي غاب منها وسيظهر فيها. وازدادت المخاوف مع سيطرة «الحشد الشعبي»، الذي غالبية عناصره هم متطوعون شيعة، ويتّخذون من سامراء مركزاً لهم باعتبارها مدينة ذات رمزية دينية، فيما يتخوف السكان الذين يعيشون في سامراء، من محاولة تغيير التركيبة الطائفية للسكان من خلال إنشاء تلك المحافظة. وقال سعد خضير من وجهاء سامراء ل «الحياة»، أن «سامراء ظلمت باعتبارها مدينة في صلاح الدين وليست مركز المحافظة بدلاً من تكريت، باعتبارها تضم آثاراً قديمة ومنشآت صناعية، إضافة إلى أنها أكبر مساحة وأكثر عدداً سكانياً». وقال عصام البازي ل «الحياة»، أن «وضع سامراء بمحافظة جديدة، ومحيطها شيعة في غالبيته، سيؤثر فيها خصوصاً أن مركز المحافظة يكون عادة مختلطاً، وسيسكن أناس غرباء فيها، وهو ما يجعلها عرضة لتغيير ديموغرافي». وعن إمكان إنشاء المحافظة ودعم «الحشد الشعبي» أو عدمه، باعتباره القوة العسكرية المسيطرة على سامراء، قال المتحدث باسم الحشد كريم النوري، أن الأمر محصور في أيدي أبناء المدينة في حال أرادوا إنشاء محافظة لهم أم لا، وكذلك بالنسبة الى السلطات الحكومية المحلية والاتحادية. وأضاف أن «الحشد الشعبي مهمّته حماية سامراء وضواحيها وكل صلاح الدين، لكنه لن يتدخل في مشروع إنشاء المحافظة لما لها من اعتبارات خاصة». وتشتهر سامراء بضمّها أماكن سياحية دينية وأثرية. وخلال تسعينات القرن الماضي، كان وسط مدينة سامراء مركزاً تجارياً، وتشتهر المدينة بمواردها الزراعية والصناعية.