نشرت صحيفة «ذا صن» البريطانية أمس (الإثنين) على صفحتها الأولى نتائج استقصاء شمل مسلمين يعيشون في بريطانيا. وكشف الإستقصاء أن «واحداً من بين خمسة مسلمين في بريطانيا يتعاطف مع المتطرفين»، ما أثار موجة من الغضب في مواقع التواصل الاجتماعي. وذكر موقع «بازفيد» الأميركي أن مكتب «سيرفيشن» المختص بأبحاث السوق، أعد الاستقصاء من خلال الاتصال هاتفياً بألف وثلاثة أشخاص مسلمين يعيشون في بريطانيا، ووجد أن 14 في المئة منهم «يتعاطفون إلى حد ما» مع الأفراد الذين سافروا إلى سورية للقتال مع جماعات متطرفة، فيما قال خمسة في المئة أنهم «يتعاطفون بدرجة كبيرة» مع هؤلاء الأشخاص. لكن بعض مستخدمي موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» شككوا في صدقية الإستقصاء، وحذروا من خطورة الترويج لنتائجه، في وقت يواجه المسلمون موجة من جرائم الكراهية على خلفية هجمات باريس. ووصف روب فورد عنوان الصفحة الرئيسة لصحيفة «ذا صن» التي تضمنت نتائج المسح بأنه «أسوأ استخدام لوسيلة الإستقصاء»، وكتب على حسابه في «تويتر» أن «الأسئلة تم صوغها بطريقة سيئة، تهدف إلى الحصول على نتائج مضللة لتزيد من الشعور بالخوف (من المسلمين) المنتشر بالفعل». ونشرت صحيفة «ذا انديبندنت» البريطانية مقالاً بعنوان «كلا.. واحد من بين خمسة مسلمين في بريطانيا لا يتعاطف مع الجهاديين»، طرحت فيه المشكلات المتعلقة بالإستقصاء. وأوضحت الصحيفة أن الأسئلة صممت لمعرفة ما إذا كان مسلمو بريطانيا يتعاطفون مع الأفراد الذين سافروا إلى سورية للقتال، وأتاحت ثلاثة خيارات للأجوبة هي: «كثيراً»، «إلى حد ما» و«لا»، لكن كلمة «جهادي» لم تُذكر في النص الذي طرح على المشاركين. وأشارت إلى أن «ذا صن» لم تأخذ في الاعتبار أن الأفراد الذين يسافرون إلى سورية من أجل القتال، قد لا يلتحقون بصف الجماعات الإرهابية، بل بمن يحارب ضدها. إضافة إلى ذلك، فان كلمة «تعاطف» تحمل معان واسعة، ولا تعني بالضرورة الدعم التام. فإشارة الأشخاص الذين شملهم الاستقصاء إلى تعاطفهم مع المسافر إلى سورية، قد يعني تفهمهم لدوافعه، حتى إن كانوا يعتقدون أنه أمر خاطئ. وأوضحت «ذا اندبندنت» أن وضع خيار «إلى حد ما» ضمن الأجوبة، بدلاً من الاكتفاء بنعم أو لا، يساعد على زيادة نسبة الأشخاص «المتعاطفين»، لأن خيار الوسط يعد من الأجوبة الأكثر اختياراً عادة في المسوح والاستقصاءات. وذكرت أنه من الصعب معرفة ما يعتقده المسلمون الذين يشكلون خمسة في المئة من سكان بريطانيا، عبر سؤال ألف شخص منهم فقط. أما المشكلة الكبيرة في الاستقصاء، بحسب الصحيفة البريطانية، فهي أن الأسئلة ذاتها عندما طرحت على غير المسلمين في بريطانيا، أعطت نتائج متقاربة جداً. وقالت إن شبكة «سكاي نيوز» الإخبارية طرحت السؤال نفسه على جميع سكان بريطانيا العظمى في آذار (مارس) الماضي، ووجدت أن 14 في المئة من السكان «يتعاطفون إلى حد ما» مع الشباب المسلمين الذين سافروا للقتال في سورية. وأشارت «ذا اندبندنت» إلى أن التقارير المشابهة لما نشرته «ذا صن» في صفحتها الأولى يعطي انطباعاً عاماً بأن جزءاً من المجتمع المسلم على الأقل، يدعم الهجمات الإرهابية، موضحة أن الجرائم التي تحفزها الكراهية ضد المسلمين ارتفعت بعد هجمات باريس بنسبة 300 في المئة في بريطانيا، وأن عدداً كبيراً جداً من الضحايا ال115 الذين تعرضوا لاعتداءات بعد 13 تشرين الثاني (نوفمبر) كانوا فتيات أو نساء مسلمات يرتدين زياً مسلماً. ودفع استقصاء «ذا صن» رواد «تويتر» إلى تدشين وسم (هاشتاغ) «واحد من خمسة مسلمين» الذي تضمن حقائق طريفة غير حقيقية عن المسلمين، بهدف السخرية من عنوان الصفحة الأولى للصحيفة. وذكرت مهرين كاسانا أن «واحداً من بين خمسة مسلمين يستخدم عبارة إن شاء الله لتجنب الإلتزام بأي مشاريع»، وقال نور الدين ان «واحداً من بين خمسة مسلمين يريد أن يبقى بينيتيز مدرباً لريال مدريد». وكتب شون أن «واحداً من بين خمسة مسلمين يسلم علي عند مروره بي في الطريق، أما البقية فهم من أعز أصدقائي وأفضل زملائي في الجامعة». وغرد خالد بيدون أن «واحداً من بين خمسة مسلمين هو لاعب كرة القدم المفضل لديك»، وقالت إحداهن ان «واحداً من بين خمسة مسلمين يعبر نقاط الأمن في المطارات من دون التعرض للتفتيش العشوائي». وغرد شون تيل أن «واحداً من بين خمسة مسلمين هو انسان، مثل الأربعة الآخرين وبقية سكان العالم».