أثارت صحيفة "صن" البريطانية موجة من الغضب في بريطانيا والعالم، بعدما نشرت نتائج استطلاع رأي صوّر المسلمين الشباب على أنهم متعاطفون مع تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، في حين أن الاستطلاع مغاير للحقيقة تماماً. وسألت الجريدة المُستَطلعين عن "مدى تعاطفهم مع المسلمين الشباب الذين يغادرون بريطانيا للإلتحاق بالمقاتلين في سورية"، وخيرتهم بين أربع إجابات هي: "أتعاطف كثيراً"، "أبدي بعض التعاطف"، "لا أتعاطف" و"لا أعلم". ونشرت الصحيفة نتائج الاستطلاع في صدر صفحتها الأولى يوم (الإثنين) الماضي، تحت عنوان "1 من 5 مسلمين بريطانيين يتعاطف مع الجهاديين"، أي نحو 20 في المئة من مسلمي بريطانيا، ما أثار ضجة واسعة. وأشارت صحيفة " إندبندنت" إلى وجود مشاكل كبيرة في العنوان، موضحة أن الاستطلاع لم يذكر كلمة "جهاديين" مثلما جاء في ما نشرته الصحيفة. وبينت أن نسبة ال20 في المئة ممن شملهم الاستطلاع "تعاطفوا مع الشباب الذين يتوجهون للقتال في سورية بشكل عام وليس مع (داعش) تحديدا"، إذ أن هناك مقاتلين بريطانيين يذهبون إلى سورية للقتال ضد "الدولة الإسلامية". وقالت الصحيفة أن "غالبية المسلمين البريطانيين يعتبرون معتدلين"، إذ أن نتائج استطلاع "صن" أشارت إلى نسبة 71 في المئة لم يبدوا تعاطفهم مع من سافر للقتال في سورية. وتلقت "مؤسسة المعايير الصحافية" (آي بي إس أو)، التابعة لصحيفة "إندبندنت" (الثلثاء) الماضي، موجة غير مسبوقة من الشكاوى، حيث تلقت 450 شكوى ضد خبر صحيفة "صن" الذي نشرته في صدر صفحتها الأولى، وهو أكبر عدد من الشكاوى منذ افتتاحها في الثامن من أيلول (سبتمبر) العام 2014. وعلق مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي على ادعاءات جريدة "صن" ساخرين، وأطلقوا وسم "#1in5Muslims" ليكتبوا عن أمور حياتيّة يفعلها المسلمون، مثلهم مثل أصحاب العقائد الأخرى في بريطانيا وغيرها. وقالت إحداهم: "الاستطلاعات التي تضلل الرأي العام تُحدث ضرراً حتى ولو صححت في ما بعد"، وعلق آخر ساخراً "1 من كل 5 مسلمين يحب قوالب الحلوى، ما يعني أنّ قوالب الحلوى تؤيّد الإرهاب". يذكر أن جريدة "صن" توزع يومياً في بريطانيا و أيرلندا، وتعتبر الاولى توزيعا في المملكلة المتحدة، وثاني أكبر جريدة يومية توزيعا في العالم باللغة الإنكليزية.