زحمة وإقبال كبيرين من الصغار والكبار، وتنافس بين كل ركن فيمن يقدم أفضل ما لديه، وأطفال ينشرون ثقافة دولهم المختلفة وتقاليدهم، وأطفال آخرون يقومون بأعمال الكبار، كالتنظيم والترتيب، ومنهم من قدم لوحات استعراضية مختلفة، أبهرت الحضور بمشاركة مدارس عدة من المرحلة الابتدائية، والعروض الفولكلورية من الهند وباكستان والفيليبين، إضافة إلى مشاركة بعض المكتبات والمسرحيات والدورات التدريبية والمسابقات، وغيرها من البرامج التي تهدف لتثقيف الأطفال وتوعيتهم وإسعادهم، بطرق مختلفة، وتميز ركن «رسالة إلى جندي على الحدود»؛ إذ حظي بتفاعل الجميع معه؛ بكتابة الرسائل بأطيب الأمنيات والعبارات والمشاعر الصادقة؛ لدعم جنودنا المرابطين على الحدود. هكذا اختتم مهرجان اليوم العالمي للطفل دورته الثامنة مساء يوم الجمعة الماضي، في مركز الملك فهد الثقافي في الرياض بحضور وزير الثقافة والإعلام الدكتور زيد الطريفي. وكان لماجد الشنان (12 عاماً) دور جميل في تقديم العروض الشعبية التي أسعدت الحضور، وتمنى ماجد بأن تُخصص أيام أخرى تهتم بثقافة الطفل وترفيهه بشكل أكبر وأوسع، حيث يرتادها الكثير من الأطفال. وعلى رغم صغر سنها إلا أن سارة الشهري (10 أعوام) تطوعت للمشاركة في المهرجان، قائلة: «لأني صغيرة لم يسمع الكثير لتنظيمي، ويخالفون القوانين، لذلك أتمنى أن يكون لدى المجتمع ثقافة احترام الصغير وتقديره» وتعلق قائلة: «لا بد من أن يكون هناك مترجمون للأشخاص الصم؛ حتى لا يشعروا بالنقص، وأيضاً من أجل أن يتمكنوا من حضور أي مهرجان يريدونه ويستمتعوا مثلنا». وتطالب وزارة الثقافة بدورات تثقيفية للأطفال. وتقول ريما الهويدي (11 عاماً): «أعجبني المهرجان كثيراً وسعادة الأطفال فيه، ورأيت أنه بإمكان الأطفال القيام بأعمال رائعة، تمكنهم من منافسة الكبار فيها، كالأطفال المصورين أو الرسامين، لذلك أتمنى من الوزارة وأهالي الأطفال الموهوبين دعمهم، وأن تكون هناك برامج تنمي تفكير الأطفال وتزرع الثقة بأنفسهم». وقدمت تسنيم الحامدي (12 عاماً) من السودان الرقصات والعروض السودانية لتنشر ثقافتها قائلة: «فرحت عندما أعجب الحضور بتقديمي، وتعرفت على ثقافة الدول الأخرى، وأتمنى من وزارة الثقافة أن يعطوا الطفل حرية التعبير عن رأيه وفرض وجوده في المجتمع كأن يشارك باقتراحات وأفكار بالأمور التي تتعلق بالطفل» وتتمنى أيضاً أن تكون هناك عقوبات صارمة لمن يعنفون الأطفال أو لا يعاملوهم معاملة جيدة. وأعجبت نورة البارقي (10 أعوام) بالمهرجان كثيراً، فتقول: «جميع الأركان أعجبتني، وتعلمت ما هي حقوق الطفل، ويجب أن يسلط الإعلام الضوء عليها والمدارس أيضاً؛ لأن هناك الكثير من الناس يجهلونها». وشاركت ملك نضار (8 أعوام) باليوم العالمي للطفل مع العلم أنها لا تعرف ما هي حقوق الطفل تقول: «أتمنى أن تعلمنا المدرسة ومن وزارة الثقافة أن تقدم مسابقات ثقافية للأطفال باستمرار وجوائزها قيمة؛ ليتحمس الأطفال بالمشاركة فيها ويطوروا أنفسهم ويثقوا بقدراتهم ومواهبهم». وأنشدت دالي الخريص (9 أعوام) أنشودة أمام الحضور وزادت ثقتها بنفسها تقول: «كنت متخوفة في البداية، وبعد أن وقفت وأنشدت وثقت بنفسي، خصوصاً عندما أعجبت الحضور، لذلك أتمنى أن يعيش جميع الأطفال تجربتي وتقدم لهم وزارة الثقافة المسرحيات والعروض بشكل مستمر طوال العام حتى تنمي مهاراتهم». ويتمنى مشعل مشهور (13 عاماً) من الوزارة المزيد من الفعاليات التي تناسب جميع عقليات الأطفال والأفكار المميزة غير المعتادة يقول: «أتمنى أيضاً توعية المجتمع بحقوق الطفل بطرق مختلفة لتتم معاملة الأطفال بشكل رائع، ونراهم يبدعون أكثر كما في الدول الأخرى». وأعجب نايف القحطاني (13 عاماً) بالأركان العربية والثقافية ويعلق قائلاً: «أتمنى من الوزراء أن يسمعوا لحاجاتنا وآرائنا بأن يكون هناك ابتعاث خارجي مثل الكبار للأطفال المميزين والمتفوقين برفقة أحد أولياء أمورهم». وأشارت وكيلة الوزارة للتعليم الدكتورة هيا العواد بأن الإسهام في تنمية فكر الأطفال، وكيفية تعاملهم مع الرسائل التي يتلقونها عبر وسائل الاتصال المختلفة، والوسائط المتعددة، وتنمية المواطنة لديهم، التي تأتي من أبرز المبادرات التي قدمتها وزارة التعليم ممثلة في برنامجها الوطني «فطِن»؛ لحماية أبنائنا وبناتنا من الانحرافات السلوكية، وكذلك مشاركتها مع بقية الجهات الحكومية في المملكة في برنامج الأمان الأسري الذي ستنعكس آثاره إيجاباً فيهم، بما يضمن حمايتهم ووقايتهم، إضافة إلى التأكيد على مفهوم ومبدأ الاعتماد على النفس لدى الطالب والطالبة وتقديم مبادرة المشاريع الصغيرة التي عكست لنا قدرة أبناء وبنات الوطن على تحقيق ذاتهم، ومشاركتهم بمشاريع من صنع أيديهم.