على رغم التقدّم المحقّق إقليمياً على مدى العقود الماضية في مجال المساواة بين الجنسين في التعليم، كشفت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، أن «أقل من امرأة واحدة من بين ثلاث تعمل في منطقة الشرق الأوسط». وأفاد تقرير لموقع «بيت دوت كوم» المتخصص بالتوظيف في الشرق الأوسط، بعنوان «الوظائف الأولى للشابات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: التوقعات والواقع»، بأن «44 في المئة من الشابات الباحثات عن عمل في دول المشرق العربي، يتوقعن صعوبة أكبر في الحصول على الوظيفة الأولى لهنّ بدوام كامل مقارنة بالرجال». وأظهر التقرير الذي أُعدّ بالتعاون مع مؤسسة «YouGov» العالمية لبحوث السوق، ومؤسسة «التعليم من أجل التوظيف»، وهي شبكة لتوظيف الشباب في المنطقة، أن «4 في المئة فقط من الشابات و8 في المئة من أصحاب العمل في الشرق الأوسط، لا يجدون تحديات تواجه الشابات لدى دخولهنّ سوق العمل في مجال تخصّصهن». ولاحظت نتائج الدراسة «وضوح» دور العلاقات الشخصية أو الواسطة في الحصول على وظيفة. إذ أشارت 32 في المئة من الشابات الموظفات في منطقة الشرق الأوسط، إلى أن «معرفة موظف في الشركة ساهمت في حصولهنّ على الوظيفة الأولى»، واعتبرت 25 في المئة من السيدات الباحثات عن عمل أن «معرفة شخص ما في الشركة أفضل وسيلة لهنّ لضمان الوظيفة الأولى بأجر وبدوام كامل». وأفاد التقرير بأن دول المشرق العربي «سجلت أعلى نسب من التمثيل النسائي ضمن القوى العاملة في المتوسط، إذ تضم 75 في المئة من الشركات بين 25 و75 في المئة موظفات»، وأن القطاع العام «كان الخيار الأقل شعبية للباحثات عن عمل في المشرق العربي (10 في المئة)». ودعمت «80 في المئة من الشابات و70 في المئة من أصحاب العمل في الشرق الأوسط، سياسات دفع عجلة توظيف الشابات». ولفت أصحاب العمل في الشرق الأوسط، إلى أن «أبرز الآثار الإيجابية أو المهارات التي تقدّمها المرأة لنمو الشركة وتطوّرها، هي القيادة والولاء (18 في المئة) وزيادة الإنتاجية (11 في المئة)». وأكدت الرئيسة التنفيذية للتسويق في «بيت دوت كوم» لمى عطايا، الحرص على أن «نكون حافزاً للتغيير الذي يتيح للشابات الحصول على فرص عمل مستدامة وردم الفجوة الموجودة بين الجنسين، من خلال تقديم معلومات ذات فائدة وبيانات مستمدة من واقع الحياة لكل من أصحاب العمل والباحثين عن عمل». وشددت المديرة الأولى للبحوث في YouGov جواو نيفيس، على الاستمرار في «البحث عن فرص لتوعية شرائح المجتمع وتثقيفها، حول القضايا المتعلّقة بالحد من مستويات البطالة بين الشباب في الشرق الأوسط». وأعلنت نائب الرئيس للشؤون الاستراتيجية والشراكات في مؤسسة «التعليم من أجل التوظيف» ياسمين نحاس دي فلوريو، أن «أكثر من نصف خريجي مؤسستنا هم من الشابات»، مؤكدة «التأثير العميق الذي تحدثه الشابات في شركاتهن ومجتمعاتهن».