تقول دراسة حديثة أن أحد أسباب صعوبة النوم هو تناول طعام يمنع من النوم مباشرة، ونصحت بتجنب تناول تسع أنواع من الأطعمة أو المشروبات في الليل لتجنب الشعور بالأرق. وهذه الأنواع هي: القهوة: يجب تجنب شرب القهوة في جميع أشكالها، الباردة والساخنة والكابتشينو والاسبريسو، والكافي لاتيه، قبل النوم. وهذا ليس بالأمر الغريب، فحبوب البن التي تستخدم لصنع هذه المشروبات تحتوي على الكافيين. والكافيين منبه للجهاز العصبي المركزي، يتسبب في حظر إنتاج المواد الكيماوية المسببة للنوم في الدماغ، ويزيد من إنتاج هرمون «الأدرينالين» الذي يحفز الجسم للاستفادة من الطاقة المتاحة لديه. ويعتمد ملايين الناس على القهوة للبقاء مستيقظين، إذ يشرب 50 في المئة من سكان الولاياتالمتحدة وحدها، أي (150 مليون أميركي)، القهوة بمعدل 3 أكواب يومياً. الشوكولا: يحتوي الكاكاو الذي يستخدم في صنع الشوكولا على مادة الكافيين نفسها الموجودة في القهوة، والتي تمد الجسم بجرعة إضافية من الطاقة على مدار اليوم. ويعزز الكافيين اليقظة العقلية ويقلل من التعب، على عكس ما يحتاجه الشخص قبل أن يتوجه إلى السرير، إذا أراد النوم. وتحتوي الشوكولا الداكنة عادة على نسبة أكبر من الكافيين من تلك الملونة، ما يجعلها أسوأ نوع من الشوكولا لتناوله قبل النوم. والكافيين ليس السبب الوحيد الذي يجعل الشوكولا خياراً سيئاً قبل النوم، فهي تحوي منبهاً آخر هو الثيوبرومين الذي يسرع ضربات القلب ويجعل النوم صعباً. والنوع الوحيد من الشوكولا الذي يمكن تناوله في الليل هو الشوكولا البيضاء، لأنها لا تحتوي على الثيوبرومين، وبها كمية قليلة جداً من الكافيين. الطعام الحار: يبطئ الطعام الذي يحتوي على متبلات حارة عملية الهضم، لأن الجسم يبذل جهداً إضافياً لهضمه، ما يصعب عملية النوم، كما تسبب هذه الأطعمة رفع درجة حرارة الجسم الأساسية، وبالتالي عدم القدرة على النوم المريح. وتشير بعض الدراسات إلى أن تناول الأطعمة الغنية بالتوابل يعطل النوم من خلال التسبب في الكوابيس، وتوصي أستاذة الطب النفسي في مستشفيات «جامعة شيكاغو» الأميركية ليزا ميدالي، بتناول الوجبات الحارة قبل ما لا يقل عن ساعتين إلى ثلاثة ساعات قبل الذهاب إلى الفراش. الطعام الدسم: على رغم أن تناول شريحة من البيتزا أو اللحم أو شطيرة البرغر والبطاطس، قد يبدو مغرياً في وقت العشاء، لكن تناول الأطعمة الدهنية ليلاً أمر سيئ جداً للنوم. وأجرى علماء من جامعة «مينيسوتا» و«المركز الطبي لشؤون المحاربين القدامى مينيابوليس» في أميركا، دراسة أظهرت أن الأطعمة الغنية بالدهون قد تقلل النوم لدى البشر. وقام الباحثون بتعويد فئران على اتباع نظام غذائي عالي الدهون لمدة ثمانية أسابيع للتحقق من تأثيرها على النوم، وراقبوا بعناية دورة النوم واليقظة لديها، مقارنة بالفئران التي استمرت في نظام غذائي عادي. وكشفت النتائج أن الفئران التي اتبعت نظاماً غذائياً عالي الدهون، أصبحوا يواجهون صعوبة كبيرة في النوم. ويشير الباحثون إلى أن ذلك قد يكون مرتبطاً بالهيبوكريتين، وهي مادة كيماوية في الدماغ تنظم دورة النوم واليقظة، يؤدي نقصها إلى الشعور بالنعس خلال النهار. وأوضحت الدراسة أن الفئران التي تلقت الأطعمة عالية الدهون بانتظام، انخفضت لديها الحساسية من الهيبوكريتين، ما أدى إلى خلل في أنماط النوم. اللحوم الحمراء: تمنع الأطعمة الغنية بالبروتين، مثل اللحوم الحمراء، الأشخاص الذين يتناولونها ليلاً من النوم بشكل جيد، لأن الجهاز الهضمي يكون مجبوراً على القيام بعمل شاق أثناء النوم، في وقت يفترض أن يكون مسترخياً. وتحتوي الأطعمة الغنية بالبروتين أيضاً على التيروزين، وهو من الأحماض الأمينية التي تحفز الدماغ وتبقي الانسان مستيقظاً. ألواح الحبوب المحلاة (سيريل بار): تؤكل ألواح الحبوب المحلاة عادة في وقت الإفطار، لكن بعض الناس يتمتعون بتناولها أثناء اليوم باعتبارها وجبات خفيفة وسريعة. وفي حين يعتقد أن تناول هذه الألواح مع الحليب في المساء يسهم في تعزيز النوم، خصوصاً أن الحليب غني بالبروتين والتربتوفان، إلا أن هذا التأثير الذي يحفز النوم يعتمد إلى حد كبير على نوع الحبوب التي يأكلها الفرد قبل الذهاب إلى الفراش. وعلى رغم أن الحبوب تساعد على النوم لأنها غنية بالكربوهيدرات سهلة الهضم، والتي لا تؤثر كثيراً على الجسم أثناء النوم، لكن تناول الحبوب الغنية بالسكر يلغي هذه الآثار المفيدة. فالغالبية العظمى من الحبوب المتوافرة في السوق اليوم تحتوي على كميات زائدة من السكر الذي يكون غالباً من السكريات البسيطة التي يسهل استيعابها واستخدامها من قبل الجسم. ويؤدي تناول هذه الحبوب إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم، ما يتسبب في ما يعرف شعبياً باسم «اندفاع السكر»، وهي موجة من النشاط التي تتبع تناول كمية من السكر وتبقي الشخص مستيقظاً لفترة أطول. المشروبات الكحولية: أظهرت الأبحاث أن المشروبات الكحولية تسبب اليقظة أثناء الليل. ويقول المدير الطبي في «مركز النوم» البريطاني الباحث ارشاد إبراهيم، إن الكحول تسبب اضطراباً في النصف الثاني من دورة النوم، وتقمع نمط التنفس الطبيعي. الخضار: من المعروف أن الخضار مفيدة لصحة الانسان، لكن بعضها يعيق الحصول على نوم هانئ بسبب صعوبة هضمها كونها تحتوي على نسبة عالية من الألياف أو النخالة، مثل البروكولي والقرنبيط والملفوف وغيرها. وبعض الفواكه مثل البرتقال والتوت، غير مناسبة لجعلها وجبات خفيفة قبل النوم، لأنها تحتوي أيضاً على نسبة عالية من الألياف التي تكلف جهازك الهضمي عملاً شاقاً أثناء النوم. وبالطبع، هناك استثناءات، إذ يمكنك تناول بعض الفواكه والخضروات من دون القلق حول حدوث مشكلات النوم، مثل الموز الذي يحتوي على التربتوفان المعزز للنوم، وكذلك الكرز الذي يحتوي على الميلاتونين، وهي مادة تدفع إلى الشعور بالنعاس. الحلويات: يميل البعض إلى أكل كعك الشوكولا، أو ربما بعض الآيس كريم في وقت متأخر من الليل، ولكن في حين قد تكون هذه الأطعمة مريحة للحالة المزاجية، لكنها ليست جيدة للنوم على الإطلاق. فالحلويات تمد الجسم بكمية من الطاقة تمنع الانسان من النوم، كما أن عملية هضم السكر تخلف شعوراً بالتعب، وبحلول الوقت ستقل ساعات النوم عن المعدل الطبيعي.