في الوقت الذي تولى فيه البعض إفراد الصفحات والبرامج الرياضية للتشكيك في لقب نادي القرن الآسيوي وصدقية جهة إصداره وشرعيتها، ودأبوا على السخرية والتندر بمن منحها. كان السيد جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم يعد لهم مفاجأة من العيار الثقيل ليست في وقتها البتة لأنهم اعتقدوا أن محاولاتهم لطمس الحقيقة أتت أوكلها، وبات الاتحاد الدولي للإحصاء وهماً وخيالاً في عقول بني هلال. ولأنهم لم يكادوا يفيقون بعد من صدمات الهلال المتواصلة وبطولاته المتوالية، وهو يحصدها واحدة تلو الأخرى لدرجة أن حقّق بطولتين كبيرتين لا يفصل بينهما غير مدى زمني قصير لم يتجاوز أسبوعين لا ثالث لهما، كان لها أثر سلبي كبير في من شغلهم الهلال، وملأ دنياهم، وأفقدهم توازنهم النفسي والذهني، لم يكد هذا كله يمرّ إلا و «يطينها» السيد بلاتر (هداه الله) بتهنئة الهلال بلقب نادي القرن الآسيوي، قائلاً لا فضّ فوه: «أبارك لهذا النادي وأنا فخور وسعيد جداً ولا يمكن أن أقول إن هذا إنجاز سعودي فحسب، بل إنجاز على المستوى القاري، ما يؤكد تطور كرة القدم في المملكة»، لاحظوا أن الذي يفخر بلاتر وليس عبدالرحمن بن مساعد أو أحد أعضاء إدارته أو مركز ناديه الإعلامي. ولأن بيننا من شغل بالهلال حد المرض النفسي، ولأن سوء النية حاضر معه في كل شيء داخل الملعب وخارجه، فكل ما حدث سيناريو مرتب له ببراعة، وستحضر مرة أخرى فكرة نادي الحكومة الذي إن أراد شيئاً لابد أن يصله. حتماً سيقال: بلاتر هلالي... والهلاليون قدموا له دعماً مالياً مجزياً لدعم حملته الانتخابية في مقابل أن يضفي على اللقب صفته الشرعية، ثم إن الطائرة الخاصة التي أقلته كانت لعضو شرف هلالي، وقد يكون الرئيس نفسه، أما المرافق الشخصي الذي استقبله وأوعز له بالتهنئة، فهلالي هو الآخر، هذا إن لم يكن قد نام قرير العين في فندق على نفقة هلالي، وعلى وسائد زرقاء وأغطية بيضاء يزينها شعار الهلال، ألم يقولوا إن الهلال هو من سيتكفّل بالدعم المالي لحفلة تكريم أندية القرن. ولكم أن تتخيلوا أشياء أكبر يمكن أن تقال لأننا اعتدنا للأسف على أن يحضر سوء النية والتشكيك في الذمم في كل أمر، وكلما كان للهلال فالشك في أوج عنفوانه وقسوته وحتى وإن تبين خطأ الفكرة لا نرى تراجع الشجعان أو اعترافاً بالخطأ، بل تواري الجبناء بعد أن يكونوا قد ملأوا الفضاء والعقول بفيروسات الكذب والتدليس لأن «كل يرى الناس بعين طبعه».