يعتبر التسوق أحد أهم أسباب شدّ الرحال من بلدان إلى أخرى، إذ تصبح مواسم التسوق هي الفريسة الضائعة التي لا تنجو من اقتناصها عند الوصول إليها. وتختص بعض مدن العالم بالموضة واحتضان أكبر الأسواق التجارية وتجمع أشهر الماركات العالمية فيها بفروع عديدة تتيح للمتسوق الحصول على مبتغاه من دون عناء، فتبدأ رحلة البحث عن المدينة النابضة بالحركة التجارية بإقبال الناس من شتى الدول وجميع الجنسيات. وبما أن العالم بات قرية صغيرة بسبب الشبكة العنكبوتية، التي قربت البعيد وسهلت الصعاب أمام الناس بشتى طرق التواصل، فإن المعلومات الموثقة التي يحتاجها المسافر كدليل مناسب له، أصبحت متاحة. إذ لم تعد المراكز التجارية والتسويقية الضخمة كسابق عهدها من الزمن، فهي لم تُنشَأ أساساً لمجرد التخلص من بعض أوقات الفراغ في شراء الحاجات الخاصة والبضائع المتنوعة من أغذية وملابس أو القطع الإلكترونية في أحسن الأحوال، إلا أنها أصبحت أكثر المواقع استقطاباً للزوّار من أي مركز ترفيهي ليجذب مختلف الأعمار والرغبات، ابتداءً من صالات الألعاب وصولاً إلى أوسع مدن التزلج المغلقة، مروراً في الفنادق والحدائق وخدمات غير متوقعة، بجانب التسوق الذي يضفي إلى المركز التجاري شعبيته لدى الناس. ويوجد لدى الناس خيارات عدة في التوجه إلى المول الأفضل بالنسبة لرغبة المشتري وموازنته، إذ يعتبر مول أوف أميركا في ولاية مينيسوتا في أميركا الضخم أحد أكبر مراكز التسوق في العالم، إضافة إلى احتوائه على حديقة ألعاب مدهشة، وقاعة لحفلات الزفاف التي ضمَّت منذ افتتاحها عام 1992 أكثر من خمسة آلاف زوج عقدوا زفافهم في هذه القاعة. ويقبع هذا المركز في المرتبة الثالثة لأكبر المنشآت التجارية في شمال أميركا، إذ إنه يوفر 4.2 مليون قدم مربع من مساحة حرة لمبيعات المحال التجارية، التي تكفي لإنشاء سبعة ملاعب بيسبول ضخمة من خلال هذه البقعة. ويأتي «مول أوف أميركا» أكثر المراكز التجارية زيارةً في العالم، فهو يستقبل أكثر من 40 مليون زائر سنوياً ويقارب ثمانية أضعاف تعداد سكان مينيسوتا، الولاية التي تحتضن ذلك المركز. وقد يحتاج الزائر إلى إمضاء أكثر من 86 ساعة لزيارة جميع أجنحة المبنى، في حال خصص 10 دقائق فقط لكل متجر. ونرى في بعض الأجنحة منشآت ترفيهية متنوعة، منها دور للسينما وملاعب ترفيه مائية، إضافةً إلى المروج الخاصة لممارسة الغولف، وقسم لمحاكاة الطيران، ليختتم بحديقة عالمية بجوانبها الترفيهية. ويأتي في المركز الثالث مركز الإمارات التجاري، المميز بزواياه التي تشمل 14 صالة سينمائية مبهرة، وجناحاً خاصاً بالألعاب الإلكترونية وغيرها، ومسرحاً تمثيلياً، والكثير من المحال التجارية المتنوعة وأول مراكز التزلج المغلقة وأكبرها في الشرق. ويأتي مركز الإمارات بعد محبوب العرب والسعوديين بشكل خاص «دبي مول» أكبر المراكز التجارية في العالم، بمساحة إجمالية تقارب 13 مليون قدم مربع ليتسع لعدد غير منتهي من الفعاليات التسويقية والترفيهية بمختلف التصاميم و الإبداعات. وتأتي دول أوروبا مثل فرنسا وإيطاليا كنجمة مضيئة في عالم التسوق والمتاجر، من ناحية الموضة وكثرة العلامات التجارية فيها، وتوفر المجمعات التجارية في جميع أرجائها، الأمر الذي جعل المشاهير والأغنياء وعشاق التسوق يتفقون على زيارتها ومتابعة كل جديد فيها. ويختار الناس عادة خيار أسواق «الآوت لت» وهي عبارة عن بضائع مخفضة للماركات الشهيرة، منها ما يكون بعد انتهاء عرضه في المحل، ومنها ما لم يباع ومنها ما زاد عن حاجة الماركة، وتقع كلها خارج المدن وتكون بعيدة فيما يقارب الساعة عن المدن الكبيرة، وتقع بعيدة عن المحال الرسمية في المدن الكبيرة التي تشتهر بالأسعار غير المخفضة وبتشكيلات جديدة على عكس «الآوت لت»، التي توفر غالباً موديلات الدفعة السابقة من التشكيلات، وعادة تجتمع هذه المحال في قرية صغيرة تحيط بها الطبيعة الخلابة، وتكون المحال في مجمع مفتوح تتخلله بعض المطاعم والمقاهي، وقد أصبح إحدى الوجهات المهمة في رحلة التسوق في محاولة توفير المال، وشراء علامة تجارية شهيرة مقابل مبلغ اقتصادي نوعاً ما. وتشتهر أميركا وأوروبا ب«الآوت لت» المنتشرة في أرجائها، ويتجه الناس بالتسلسل إلى أشهرها في فرنسا، وإيطاليا، والنمسا، وألمانيا، وبلجيكا، وإسبانيا، وبلجيكا، وتركيا. وأخيراً جاءت المتاجر الإلكترونية والتسوق الإلكتروني عبر شبكة الإنترنت، وهو من الخدمات التي أصبحت رائجة، بسبب سهولة الوصول إلى شبكة الإنترنت، وانخفاض الأسعار والحرية في الاختيار، مع سهولة وصولها إلى المشتري عبر شركات الشحن والنقل، كإحدى الطرق الحديثة في التسوق الذي يعتبره البعض «ضرورة»، في حين يراه البعض الآخر ترفيهاً وفناً.