أشاد عميد معهد ابن سينا للعلوم الإنسانية الأمين العام للمؤتمر الإسلامي الأوروبي الدكتور محمد بشاري بخطاب المثقفين السعوديين المفتوح بعد 11 أيلول (سبتمبر)، إذ اعتبره حركة للتواصل ووسيلة الاحترام المتبادل ورأى في ورقته التي كانت بعنوان: «الإسلام في دراسات المفكرين الفرنسيين المعاصرين» التوقف عند تعاطي النخبة الفكرية الفرنسية مع الإسلام كان جديراً قبل أحداث 11 سبتمبر ولكنه يتخذ منحى آخر بعد تلك الأحداث». ولفت إلى أن موضوع الحركات الإسلامية وتيارات الصحوة الإسلامية حظي باهتمام أكبر، وعلى رأسها الاهتمامات السياسية والاستراتيجية الأمنية... مع أن الإسلام أكبر من هذه الحركات... لكن حظي هذا الموضوع بتناول أكبر ومتابعة مهمة من كثير من النخب، مفيداً أن الأقلية المسلمة في فرنسا تناهز 6 ملايين نسمة. وأوضح أن هناك مجموعة من النخب الجديدة خلال السنين الأخيرة حاولت أن تخرج عن هذا التناول المختزل للإسلام وحصره فقط في الحركات الإسلامية، ومنها مثلاً الباحث فانسان جيسير وشارل سانت برو وإيريك جوفروا أو مطرب فن الراب الشاب عبدالمالك. وتطرق إلى موقف الباحث الأكاديمي شارل سانت برو الذي أصرّ على أن المشروع السلفي مشروع إصلاحي بخلاف غالبية الدراسات الأكاديمية الغربية خصوصاً الأميركية، إذ ذهب شارل إلى أن السلفية لا تعني ابن لادن وليست هي جماعة القاعدة في الجزائر، وأنها تعني في المقام الأول حركة اجتهاد عصرية وهي متوافقة مع مصالح الإسلام، معتبراً أن السلفية الحقيقية في الإصلاح الكبير الذي قام به محمد عبده ورشيد رضا، والتي ظهرت في مجلة «المنار». من جانبه، أوضح وزير التعليم العالي في الجزائر سابقاً الدكتور مصطفى الشريف أن فرنسا توجد بها أكبر جالية إسلامية في أوروبا، ويعد الدين الإسلامي الثاني إذ تزيد نسبة المسلمين على 10 في المئة، وذكر أن عدم امتلاك الجالية الإسلامية وسائل الإعلام وجهل الفرنسيين بالإسلام وحضارته ولَّدا «الإسلاموفوبيا». واعتبر المشكلة في أوروبا عموماً وفرنسا خصوصاً أن عصرنتهم وتقدمهم مبنيان منذ قرنين (بعد الثورة الفرنسية) على تهميش الدين ويستغربون كيف يعيش المسلمون حياتهم اليومية في إطار ديني، وختم ورقته بالقول: «الطريق طويل ومحفوف بالعراقيل، ولكن المجهودات التي تبذلها النخب في إطار الحوار يمكن أن تسهم في تقليص الهوة وإيضاح الصورة».