أثارت سرقات السيارات في فرنسا من طريق الإختراق الإلكتروني، الدعوات لتحسين الأوضاع الأمنية في مجموعة من السيارات التي تباع في جميع أنحاء أوروبا. إذ حذر خبراء الحاسب الآلي في المملكة المتحدة من أن آلاف السيارات، بما في ذلك العلامات التجارية الراقية مثل «بورش» و«مازيراتي»، معرضة لخطر القرصنة الإلكترونية. وذكرت صحيفة «تليغراف» الإلكترونية الشهر الماضي، أن «ثلاثة أرباع السيارات المسروقة في فرنسا تمت سرقتها بالقرصنة الإلكترونية»، مضيفةً أن «نموذج سيارة سمارت فورتو هو الأكثر عرضة للسرقة، بالإضافة إلى طراز فورد فييستا وبيجو 406، وهي نماذج تحظى بشعبية كبيرة بين اللصوص». وأطلق الفرنسيون تعبير «ماوس جاكينغ» لهذا النوع من السرقات، وأضحت الصحيفة أن «الأدوات اللازمة للقرصنة الإلكترونية للسيارات من أجل سرقتها، يمكن شراؤها بحرية عبر الإنترنت بكلفة تبلغ نحو 700 يورو، ويمكنها سرقة السيارة في غضون دقائق معدودة». وأظهر فيديو نشر على حساب «ستار نيوز بي سي» في موقع «يوتيوب»، نقلاً عن قناة «سي سي تي في»، لصاً قام بسرقة سيارة من طراز رانج روفر في أقل من 30 ثانية شمال لندن، من دون استخدام الأدوات التقليدية أو أي قوة على الإطلاق. واستخدم اللص القرصنة من أجل سرقة السيارة، إذ أنه في العام الماضي سرقت أكثر من 6 آلاف سيارة في لندن وحدها باستخدام التقنية، ما يمثل 42 في المئة من مجموع السرقات. وفي تموز (يوليو) الماضي، قررت مجموعة السيارات الأميركية- الإيطالية المسجلة في هولندا «فيات كرايسلر» استدعاء 1.4 مليون سيارة في الولاياتالمتحدة، لتحديث انظمتها المعلوماتية بعد تعرض سيارة جيب شيروكي متصلة بالإنترنت لعملية قرصنة قام بها باحثان. ولا يشمل هذا الاجراء المناطق الاخرى في العالم، ويهدف الى تحديث انظمة المعلومات في هذه السيارات. وأكدت ثالث اكبر مجموعة لإنتاج السيارات في الولاياتالمتحدة انها لم تبلّغ بأي إصابة أو أي دعوى باستثناء التجربة التي عرضها الباحثان، وتحدثا عنها بالتفصيل في مقال في مجلة «وايرد». وأوضح الباحثان في المعلوماتية تشارلي ميلر وكريس فالاسيك أنهما تمكنا من السيطرة على إحدى سيارات جيب شيروكي، وفرضا على السائق وهو صحافي في مجلة «وايرد» مناورات لم يتمكن من التحكم بها. وأثارت القضية مجدداً مخاوف وتساؤلات الخبراء والمستهلكين بشأن سلامة الآليات المتصلة بالشبكة وأنظمة المعلوماتية فيها، مع طرح آليات مستقلة في السنتين او السنوات الثلاث المقبلة. وقال محللون إن هذه التقنيات المتطورة التي يفترض ان تجعل الآليات اكثر امانا، ستجعلها اضعف في مواجهة هجمات القراصنة.