تشكل السيطرة على سيارة «جيب» بفضل ثغرة في نظامها الإلكتروني والتي حظيت بتغطية إعلامية واسعة، جزءاً ضئيلاً فقط من الأخطار المتوقعة في بيئة تنتشر فيها الأجهزة الموصولة. ويشكل إمكان سرقة بيانات، لا بل السيطرة كلياً على أجهزة «ذكية» بفضل الإنترنت، محور العروض التي تقدم في مؤتمر «بلاك هات» حول الأمن المعلوماتي المعقود هذا الأسبوع في لاس فيغاس. وقال جيف موس مؤسِس المؤتمر ومنظم تجمع القراصنة «ديف كون»: «لا يخصّص صانعو الأجهزة الموصولة بغالبيتهم العظمى فريقاً مكرساً للأمن». من حاسوب محمول في منزلهما، دخل تشارلي ميللر وكريس فالاسيك إلى النظام الإلكتروني الترفيهي الذي جهزت به السيارة والموصول بالإنترنت، وتمكنا من التلاعب بجهاز الراديو والمسّاحات والسرعة والفرملة. وقال ميللر خلال عرضه تفاصيل العملية في لاس فيغاس: «قد نكون ماهرين في ما نقوم به، لكن الأمر كان لتمضية الوقت. تصوّروا النتيجة لو كنا نقوم بذلك طوال الوقت أو أننا نتقاضى المال في مقابل ذلك؟». وأوضح ميللر الباحث في الأمن الافتراضي لدى «تويتر» وكريس فالاسيك العامل لحساب شركة الأمن الافتراضي «آيواكتيف»، أنهما اهتما بالمشاكل التي تطرحها السيارات الموصولة بالإنترنت لأن الأخطار الملموسة واضحة. وقال فالاسيك: «تنفق شركات صناعة السيارات ملايين الدولارات على السلامة، والآن بات هذا الأمر جزءاً من الأمن». ويتوقع جيف موس مثلاً قرصنة جهاز تحميص الخبر الموصول بالإنترنت، ليشكل مدخلاً لهجوم يمر بعدها عبر وصلات لاسلكية إلى أجهزة أخرى موصولة في المنزل، ومن ثم ينتقل إلى منزل الجيران. ويمكن استخدام البيانات المجمعة عبر الأجهزة الموصولة لاكتشاف نمط حياة الناس ومعلومات مفيدة للصوص مثلاً. ومن المحتمل تشغيل كاميرات هذه الأجهزة للتجسس على لحظات حميمة. ويعود جزء من المشكلة إلى أن الأجهزة الموصولة، وخصوصاً الأدوات المنزلية «الذكية التي تصمم لتستخدم لفترة طويلة، لا تخضع لتحديث في برمجياتها ما يتيح للقراصنة الوقت لإيجاد الثغرات واستغلالها». وأكد جيف موس: «أننا نتجه إلى مستقبل سيكون كل شيء فيه موصولاً ولا يمكن تحديث أي شيء، وسيستمر الأمر عشر سنوات. ستكون القضية مسألة أرقام، فعند الوصول إلى مليون سيشكل الأمر مشكلة وعند الوصول إلى مئة مليون سيكون كارثة». وازدهار الأجهزة الموصولة قد يطرح مسألة مسؤولية مصممي البرمجيات، كما حذرت جنيفير غرانيك المديرة المكلفة الحريات المدنية في مركز «سنتر أوف إنترنت أند سوساييتي» في جامعة ستانفورد التي تحدثت خلال مؤتمر «بلاك هات». وأفلت هؤلاء حتى الآن من هذه المسؤولية لأن أكثر الناس لا يفكرون في مقاضاتهم عندما يتعطل حاسوبهم، إلا أن الأمور قد تتغير عندما يتعلق الأمر بحادث سيارة. وأكدت غرانيك أن «مسؤولية مصممي البرمجيات لا هروب منها وهي ضرورية».