التقى مبعوث الأممالمتحدة في أفغانستان ستيفان دي ميستورا أمس، ممثلي «الحزب الإسلامي» (بزعامة قلب الدين حكمتيار) الموجودين في كابول، لإجراء محادثات سلام مع الحكومة، واستمع منهم الى النقاط التي أثاروها مع الرئيس حميد كارزاي مطلع الأسبوع. تزامن ذلك مع إعلان وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس ان توقيت المصالحة مع قادة حركة «طالبان» لا يزال غير مناسب. وأفاد بيان أصدرته بعثة الأممالمتحدة في كابول، بأن زيارة وفد «الحزب الإسلامي تؤكد أهمية الحوار الذي يجريه الأفغان لإرساء الإستقرار في بلادهم»، علماً ان كارزاي يخطط لعقد مجلس لشيوخ القبائل (لويا جيركا)، من أجل درس خطة السلام مع «طالبان». وكان محمد داود عابدي، عضو وفد الحزب صرح بأن «قيادة الحزب مستعدة للسلام ولأن تعمل لمد جسر المصالحة الى طالبان، إذا التزمت الولاياتالمتحدة خطة بدء سحب قواتها العام المقبل». وأضاف: «لا عدو ولا صديق إلى الأبد. إذا كان المجتمع الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة يخطط للانسحاب، فالأفضل أن نجعل خروج قواتها مشرّفاً». وكانت واشنطن كررت مرات أن الانسحاب الأميركي سيكون تدريجياً، وستعتمد سرعته على الأوضاع على الأرض، وقدرة كابول على بسط الأمن. وفيما تساند واشنطن بحذر جهود كابول للمصالحة مع المتمردين، شرط إلقائهم السلاح وإنهاء ارتباطهم بتنظيم «القاعدة»، أعلن وزير الدفاع الأميركي غيتس خلال جلسة للكونغرس ان اقتناع قادة «طالبان» بأنهم سيخسرون الحرب يشكل السبيل الوحيد لدفعهم الى محاولة إبرام اتفاق سلام. وأضاف: «لا اعتقد أننا بلغنا هذه المرحلة، إذ لم يضعف الضغط العسكري طالبان في شكلٍ كاف». وحذر رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الأميرال مايك مولن في الجلسة ذاتها من الإفراط بالتفاؤل الذي أتاحه حديث المصالحة، وقال إن «جهد الحرب الأميركية لن ينتهي سريعاَ». الى ذلك، اتهم مسؤولون عسكريون واستخباراتيون أميركيون إيران بالمساعدة في تدريب مقاتلي «طالبان» على الأسلحة الخفيفة داخل حدودها. ونقلت شبكة «سي أن أن» الأميركية عن مسؤول استخباراتي قوله: «زودت إيران لسنوات طالبان أسلحة وذخائر، وساعدت على نطاق محدود في تدريب مقاتلي الحركة على الأسلحة الخفيفة. ونعتقد بأن بعضاً من هذه التدريبات نفِذ داخل إيران». لكنه رفض تحديد عدد مقاتلي الحركة الذين تدربوا في إيران، وتأكيد علم طهران بالأمر، وهو ما تنفيه. بروس ريدل، الضابط السابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إي) والذي ساعد في مراجعة إستراتيجية إدارة الرئيس باراك أوباما في أفغانستان العام الماضي، لفت الى أن الإيرانيين يتقنون صنع العبوات الناسفة التي تزرع على الطرقات. وقال: «نفذوا ذلك في لبنان والعراق وأماكن أخرى لعقود، ما يجعلهم بين الأفضل في العالم في هذا المجال. ويحاولون اليوم نقل بعض هذه المعرفة إلى طالبان الأفغانية».