بالتزامن مع زيارته لطهران امس، اصدر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قراراً برفع حظر عن نقل التكنولوجيا النووية المتعلقة بتطوير منشاة آراك وأجهزة الطرد المركزي التي تعمل على تخصيب اليورانيوم، فيما أعلن السفير الإيراني في موسكو مهدي صانعي بدء إجراءات تسليم بلاده منظومة صورايخ «اس 300» المتطورة. وحظي بوتين باستقبال لافت في طهران، اذ توجه فور وصوله اليها امس، للقاء مرشد «الجهورية الإسلامية» علي خامنئي، حاملاً معه صندوقاً من الخشب المعتّق يحتوي احدى أقدم النسخ الخطية للقرآن الكريم، هدية للمرشد. وخلافاً للبروتوكول المتبع في إيران، فإن استقبال خامنئي لبوتين سبق لقاء الأخير مع نظيره الإيراني حسن روحاني. وفي اللقاء الذي استغرق ساعتين، اعرب الجانبان عن تطابق وجهات نظرهما في القضايا العالمية. وأشاد المرشد الإيراني بدور الرئيس الروسي في التطورات الإقليمية والدولية، وحمل في المقابل على الولاياتالمتحدة معتبراً ان خطتها البعيدة المدى «تلحق الضرر بشعوب ودول المنطقة وبالتحديد ايرانوروسيا»، مشدداً على «وجوب احباط هذه الخطة بحذر وبتعاون اوثق بين البلدين». ووصف خامنئي بوتين الذي زار طهران للمشاركة في منتدى الدول المصدّرة للغاز، بأنه «شخصية مرموقة في عالم اليوم»، مبدياً تقديره للجهود التي بذلتها روسيا في التوصل الى الاتفاق النووي مع الدول الست الكبرى. واستدرك قائلاً: «لكننا لا نثق بالأميركيين وننظر إلى سلوك الإدارة الأميركية بحذر». وجدّد خامنئي اتهام الأميركيين بأنهم «يريدون السيطرة على سورية ومن ثم بسط نفوذهم على المنطقة كلها». ورأى ان واشنطن تحاول تحقيق اهدافها عبر خيارات سياسية بعدما فشلت في تحقيقها بطرق عسكرية. كما اتهمها ب «تقديم الدعم المباشر وغير المباشر للجماعات الإرهابية بما في ذلك تنظيم داعش». في المقابل، اكد الرئيس الروسي التزام بلاده تعهداتها، وقال: «نحن لن نطعن شركاءنا من الخلف كما يفعل البعض، وإذا اختلفنا على أمر، فنستطيع معالجته عبر الحوار»، في اشارة الى قلق ينتاب أوساطاً ايرانية من توسيع التعاون العسكري مع روسيا. ولفت بوتين الى تقارب وجهات النظر الروسية والإيرانية في شأن سورية، وقال: «نعتقد بأن الحل في سورية لا يمكن ان يكون الا من خلال الخيارات السياسية وقبول رأي الشعب السوري، ولا يمكن للآخرين التدخل بهذا الحق وفرض حلول معينة على السوريين». واستبق بوتين زيارته طهران برفع حظر على بيع ايران تجهيزات تكنولوجية تتعلق بالنووي خصوصاً لتحديث منشأتي فوردو وآراك. كما اجاز «استيراد اليورانيوم المخصب من ايران، بكمية تفوق 300 كلغ، في مقابل تسليمها يورانيوم» مخصباً بدرجة اقل، عملاً بالاتفاق الموقع مع الدول الكبرى وقرارات مجلس الأمن. والتقى بوتين نظيره الإيراني حسن روحاني وشاركا في منتدي الدول المصدّرة للغاز والذي دعا خلاله روحاني الدول الأخرى في المنتدى إلى شراكة مع إيران لتطوير احتياطاتها، مبدياً استعداد بلاده للاضطلاع بدور أكبر في إمداد السوق العالمية بالغاز. أما بوتين فرأى إنه ينبغي لمستهلكي الغاز الطبيعي أن يتقاسموا مع المنتجين، الأخطار الاستثمارية المتعلقة بالنفقات الرأسمالية في القطاع. وذكر أن عقود الإمداد الطويلة الأجل، وهي أساس صفقات الغاز التي تبرمها موسكو مع معظم العملاء الأوروبيين، يجب أن تستمر وألا تحل محلها آلية بديلة. وأشار الى أن روسيا تنوي إمداد آسيا بكميات قدرها 128 بليون متر مكعب من الغاز سنوياً.