(1) سأقسمُ تفاحةَ الفجرِ بيني وبينكِ، يا امرأتي، فاغسليها برفقٍ، ولا تقضميها على عجلٍ، واسمعيها مليًّا، فتفاحةُ الفجرِ أثقلُ وقعاً وأقومُ قيلا وأما أنا فسأتركُ منها بصحنيَ شيئاً قليلاً لعلّ الذي ضاعَ مني بناشئةِ الليلِ ألقاهُ فيها (2) الآنَ في هدأةِ الليلِ وحدكَ تطرقكَ المفرداتُ كنافذةٍ ألِفتْ عتمةَ الليلِ ترمي عليكَ الشباكْ لتعلقَ فيها وتخرجَ من ماءِ نهركَ حتى تحسكَ أقربَ منكَ إليكَ وحتى تراكْ والآن شيئاً فشيئاً ستحملكَ الكلماتُ على ريشها من خواءِ (الهُنا) لامتلاءِ (الهُناكْ) والآنَ يُكشفُ عنكَ غطاؤكَ تبصرُ ما لم تكنْ قطُّ قد أبصرتْ مقلتاكْ (3) إنه الليلُ فاخلعْ بواديهِ نعلكَ أصغِ لأنفاسهِ وهي تعلو وتهبطُ في ذروةِ الصمتِ لا تتركِ الليلَ وحدهْ ادنُ منه وألقِ بدلوكَ في بئرهِ وتنشقْ شذا عطرهِ مثل وردةْ إنه الليلُ من ليس يدركُ معناهُ بعدكَ من لستَ تدركُ معناكَ بعدهْ (4) حجرُ النومِ يطفو على الماءِ عينايَ نافذتانِ من الرملِ والملحِ ماذا سأفعلُ يا حجرَ النومِ وحديَ في قعرِ هذا الظلامْ وحشةٌ باتساعِ السماءِ تطوقني/ الصمتُ يُحكِمُ حولي الوثاقَ ويهدرُ باللاكلامْ ادنُ منيَ يا حجرَ النومِ شيئاً قليلاً لعلكَ تبصرُ وجهي لعلي أنامْ (5) يعرفُ الليلُ أنني لا أُكنّي حين قلتُ: الظلامُ يبدأُ مني! حينما قلتُ إن بذرةَ صوتي غُرِستْ في ترابهِ المطمئنِّ إنني غصتُ فِيهِ حتى تبدَّى لي يقيناً مبدداً كلَّ ظنِّ إننا العاشقانِ.. ما لاح إلا رحتُ - عفواً - على هواهُ أغني! (6) إنه الفجرُ يولدُ من رحمِ الليلِ للمرة ال(ليس) يدركها الحصرُ ثمة ضوءٌ جديدٌ يمهّدُ دربَ الصباحِ الوليدْ ثمَّ صمتٌ تطوّقُ هدأتُه الكائناتِ التي هجعتْ تحت جُنحِ الظلامِ المديدْ ثمَّ عينٌ أبتْ أن تنامْ ثمَّ كفٌّ تسطّرُ مثقلةً بالهواجسِ والتعبِ المرِّ هذا الهراءَ/ الكلامْ ثمَّ روحٌ وقلبٌ وحيدْ مثقلٌ بالسقامْ أيها الفجرُ يا أيها الفجرُ جرّبْ ولو ليلة أن تظلَّ حبيسَ الظلامْ! ربما حينها تستطيعْ حين يغفو الجميعْ مقلتي أن تلذَّ بطيبِ المنامْ (7) تباركتَ يا ليلُ تأخذُ من شئتَ أنّى تشاءُ وتؤويهِ عندكْ! تباركتَ كنتَ ولم يكُ قبلكَ شيءٌ وتبقى ولا شيءَ بعدكْ! أغسطس 2015 * شاعر سعودي.