تفضل الأوكرانية ايرينا المتزوجة من الفلسطيني إبراهيم سراحنة البقاء في السجون الاسرائيلية، وقريباً من اسرتها، على إبعادها عن فلسطين الى بلادها. وقال وزير شؤون الأسرى عيسى قراقع ل «الحياة» إن مدير سجن «هشارون» الذي تعتقل فيه ايرينا ابلغها أخيراً بوجود قرار يقضي باطلاقها قبل انتهاء فترة حكمها البالغة عشرين عاماً، شرط ان يجري إبعادها الى بلادها، لكنها رفضت. وأضاف ان ايرينا ارسلت رسالة الى وزارة شؤون الاسرى تقول فيها انها متمسكة بالبقاء في السجن الى ان تنتهي فترة حكمها، لتعود الى بيتها في مخيم الدهيشة قرب بيت لحم، وتنتظر عودة زوجها ابراهيم سراحنة المحكوم بالسجن المؤبد في السجون الاسرائيلية. وكانت السلطات الاسرائيلية اعتقلت ايرينا مع زوجها عام 2002 أثناء وجودهما في القدس، واتهمتهما بتهريب عدد من منفذي العمليات التفجيرية. وحكمت محكمة عسكرية اسرائيلية لاحقاً على ابراهيم بالسجن المؤبد ست مرات، وعلى ايرينا بالسجن عشرين عاماً. وجاء في حيثيات القرار أن إبراهيم كان يستخدم زوجته الشقراء في قيادة السيارة التي تقل الانتحاريين لخداع الجنود الإسرائيليين على الحواجز العسكرية، وإيهامهم بأنها يهودية. لكن المحكمة اعتبرتها شريكة بدرجة أقل، وحكمت عليها بالسجن لفترة اقل وهي عشرين عاما. وكانت ايرينا قدمت الى إسرائيل من أوكرانيا في التسعينات بعد فتح باب الهجرة من جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابقة الى الدولة العبرية، وعملت في مقهى حيث تعرفت على إبراهيم وتزوجا وأنجبا ابنتين قبل اعتقالهما. وتعيش إحدى الابنتين (ياسمين 13 سنة) مع جدتها لأمها في أوكرانيا، فيما تعيش الثانية (غزاله 9 سنوات) مع عائلة الأب في مخيم الدهيشة. وقالت غزالة انها لا تتواصل كثيراً مع شقيقتها بسبب عدوم وجود لغة مشتركة إذ تتحدث الأولى الأوكرانية فيما تتحدث هي العربية. وتزور غزالة والدتها ووالدها في سجنيهما بصورة منفصلة مع جدتها لأبيها. وقالت عائلة إبراهيم إن ايرينا كانت مسيحية وليست يهودية عندما قدمت الى إسرائيل. وتشير احصاءات إسرائيلية غير رسمية الى أن ثلث المهاجرين من دول الاتحاد السوفياتي السابق الى إسرائيل لم يكونوا يهوداً، وأنهم هاجروا لأسباب اقتصادية. وأوضح وزير شؤون الأسرى أن إطلاق ايرينا وإبعادها عن عائلتها يشكل عقوبة إضافية لها وللعائلة، مضيفاً أنه أجرى إتصالات مع سفير أوكرانيا في البلاد وحضه على التدخل باسم بلاده لبقاء ايرينا مع عائلتها حتى لو ظلت في السجن.