هبطت ماكينة الخياطة «سنجر» من على الأكتف، ومن أعلى الرفوف في الأسواق الشعبية (الحراج)، وانخفضت أسعارها من الآلاف إلى 50 ريالاً فقط، إضافة إلى عدم طلبها والسؤال عنها، بعد أن كانت قبل 3 أسابيع حديث الناس، وكان الباحثون عنها يزدادون يوماً بعد يوم، بفضل إشاعة «الزئبق الأحمر» الموجود فيها. وبفضل تحرك الجهات الحكومية في المملكة أوقفت تلك الإشاعة، وبيعها بأسعار مرتفعة جداً عن سعرها الحقيقي، وعادت المكائن إلى وضعها الطبيعي التي كانت عليه في السابق، ما اجبر أصحاب المحال التجارية في «الحراج» على إبعادها من واجهة محالهم، إلى أسفل البضائع أو في الخلف، إذ أصبحوا يعتبرونها مجرد سلعة ليست لها زبائن طوال العام ومن الصعوبة وجود زبون واحد لها بحسب وصف صاحب أحد المراكز التجارية. وقال فيصل الحرازي أحد المتعاملين في حراج بن قاسم «جنوبالرياض» ل «الحياة»، إن «مكائن سنجر» شهدت تراخياً كبيراً في الطلب عليها، وتراجعت أسعارها، إذ لا يتعدى سعر الواحدة منها 80 ريالاً فقط، بعد أن كان يصل سعرها في وقت إطلاق الإشاعة قبل أسابيع عدة 1000 ريال على حد وصفه، مشيراً إلى أن الكثير من أصحاب محال عرض المكائن في الحراج أعادوها إلى مكانها الطبيعي قبل تناقل الإشاعة، بوضعها في مكان غير ملفت لمرتادي المحل. وأوضح أبو أحمد يعمل مورداً لبيع مكائن «سنجر» بالجملة في أسواق حي الديرة «وسط الرياض» ل «الحياة»، أن محال بيع الجملة سجلت خلال الفترة الأخيرة حركة كبيرة في مبيعات المكائن خصوصاً من نوع «سنجر»، لافتاً إلى أن محال كانت تبيعها وقت الإشاعة بالسعر المعتمد 230 ريالاً، ما دفع بعض الزبائن إلى شراء أعداد كبيرة منها. وأضاف أن كثيراً من المواطنين والمقيمين قدموا للبحث عن مكائن سنجر «المستعملة» أكثر من الحديثة، ومنهم من قام ب«التحريج» على المكائن أمام المحال التجارية، ووصلت لأسعار خيالية وأضعاف قيمتها الأصلية في السوق، لإيمانهم أن مادة الزئبق الأحمر توجد في القديمة الصنع منها، وليس الحديثة بحسب الإشاعة التي أطلقت. وذكر أن سيدة قدمت إليه في المحل وطلبت عدد أربع مكائن، ويقول نصحتها بأن مادة الزئبق وبيعها بقيمة ضخمة مجرد إشاعة، وعلى رغم ذلك أصرت على الشراء ورفضت الاستماع إلى نصيحتي. وكان عدد من الجهات الأمنية في مناطق عدة فرض طوال الأيام الماضية رقابة على عملية بيع المكائن بأسعار مبالغ فيها، وأصدر في حينها أمير المنطقة الشرقية الأمير محمد بن فهد توجيهاته بمنع مكائن الخياطة من نوع (سنجر) في المنطقة. يذكر أن إشاعة وجود مادة «الزئبق الأحمر» في مكائن الخياطة من نوع سنجر أطلقها محتال أردني في إحدى المحافظات الأردنية الشمالية قبل شهر، بهدف الكسب منها، ولاقت رواجاً كبيراً في الوسط الشعبي، خصوصاً في محافظات المنطقة الشمالية من المملكة، ما زاد من قيمتها، وأصدر موردوها في السعودية بياناً ينفي تلك الإشاعة إلا أن الناس تجاهلوه وطاروا خلف الزئبق الأحمر في مكائن الخياطة.