أتأمل أحياناً اهتمام صحافتنا بالقضايا وكيف يتم التركيز على أخبار وتصريحات في حين تهمل أخرى لا يمكن الاختلاف حول أهميتها، وكأنها على قول أحد الأصدقاء «مرت من فوق سحابة». الأسبوع الماضي استضاف برنامج «واجه الصحافة» في قناة العربية الرئيس اليمني علي عبدالله صالح، وتركز الحديث حول عصابة المرتزقة الحوثيين وأخذ جانب استهدافهم للسعودية شطراً مهماً من الوقت. شارك في الحوار كل من الزملاء رئيس تحرير صحيفة «الجزيرة» خالد المالك ورئيس تحرير صحيفة «الوطن» جمال خاشقجي إضافة إلى الزميل مقدم البرنامج دواد الشريان، وخلاله القى الرئيس اليمني قنبلة توقعت ان تحدث اصداء في وسائل الإعلام السعودية بخاصة افتتاحيات الصحف ومقالات المتخصصين في التنظيرات السياسية وهو ما لم يحدث، لتتقافز امامي علامات التعجب! ماذا قال الرئيس اليمني؟ سأقتطع الجزء الذي يعنينا هنا من الحوار كما ورد. قناة العربية: «فخامة الرئيس قبل الفاصل كنا نسأل عن الجهات التي تدعم الحوثي وأنت أكدت أن هناك دعماً من دول ومن جهات... تفضل بالمواصلة؟ الرئيس: هناك دول في المنطقة تريد أن توجه رسائل في المنطقة وهناك أشخاص متعاطفون مع الحوثيين لإيجاد مذهب جديد في اليمن غير المذهبين الموجودين على أرض اليمن وهما الزيدية والشافعية وذلك لاعتبارات سياسية معينة واليمنيون معروفون انهم زيود وشوافع وليس لديهم مشكلة. قناة العربية: أنا كنت سألتك قبل الفاصل هل لدينا في السعودية من هؤلاء فقلت نعم، فلدينا في السعودية آل حميد الدين، آل الوزير وهم زيود هل يعقل أنهم يدعمون أو أن بعضهم يدعم الحوثيين؟ الرئيس: نعم هؤلاء يحلمون بعودة الإمامة، ويعني من أمثال هؤلاء. قناة العربية: يعني تؤكد أن من آل حميد الدين من ساعدوا الحوثيين. الرئيس: نعم، نعم، نعم، ولدينا وثائق تؤكد أنهم على اتصالات بالحوثيين ودعموا الحوثيين وجمعوا التبرعات لدعم فتنتهم في محاولة لعودة الإمامة فهم ما زالوا يحلمون ولم ييأسوا من استحالة عودة الإمامة... على رغم انه مضى على الثورة اليمنية 48 سنة وهم ما زالوا يحلمون بإمكان عودة الإمامة ويدعون أن لهم حقاً إلهياً والحوثي هو عبارة عن أداة، أداة لمن هم موجودون في السعودية وغير السعودية. ( قناة العربية: هل الأفراد الذين يدعمون موجودون في دول خليج أخرى؟ الرئيس: يتواجدون في السعودية وفي أكثر من دولة في المنطقة، بل وهناك أشخاص يتواجدون في بريطانيا وأميركا وغيرها.)» انتهى، وماجاء في الحوار مهم واقتطعت الاهم لكونه معني باعتداء سافر استهدف الاستقرار واستشهد من جرائه مدنيون وعسكريون سعوديون وتم تهجير الآلاف من منازلهم... لكنه لم يحدث اي رد فعل في وسائل إعلامنا!؟ www.asuwayed.com