أعلن القيادي في «التحالف الكردستاني» خالد شواني ان عمليات تزوير واسعة النطاق حدثت في قضاء الحويجة وعدد من المناطق العربية في محافظة كركوك لمصلحة قائمة «العراقية». وطالب مفوضية الانتخابات بلعب دورها في حماية ارادة الناخب وصوته، فيما أكد القيادي في «العراقية» محمد خليل تقدم قائمته. شواني قال ل «الحياة» انه «بحسب الأدلة القانونية والشكاوى والطعون، هناك تزوير كبير وتلاعب ملحوظ بنتائج الانتخابات في قضاء الحويجة وعدد من المناطق العربية لمصلحة قائمة العراقية، حيث بلغت نسبة المشاركة في بعض المناطق 170 في المئة وهذا خرق كبير». وأضاف «ننتظر من المفوضية العليا للانتخابات ان تلعب دورها الحقيقي وان تكون حامية لأصوات الناخبين وارادتهم وان تلغي الصناديق التي تحتوي تزويراً وخروقات». من جهته، قال رئيس الكتلة العربية في مجلس محافظة كركوك، القيادي في قائمة «العراقية» في المحافظة محمد خليل في تصريح الى «الحياة» انه «فرز 90 في المئة من اصوات الناخبين في كركوك أظهر تقدم القائمة على التحالف الكردستاني، وتوقف العد والفرز بسبب شكوك ببعض صناديق الإقتراع وشكلت لجنة خاصة من بغداد لمتابعة هذه القضية، نتطلع الى أن تنتهي المشكلة وان تسير العملية على ما يرام اذ لم يبق سوى يوم واحد على اعلان النتائج». وعما اذا كانت النتائج في المحافظة ستؤثر في تحسن اوضاع المواطنين وفي كركوك، قال إن هذا «يتوقف على النواب ال12 عن محافظة كركوك في البرلمان ومدى اهتمامهم بقضية المحافظة فعليهم أن يجدوا حلاً للمشاكل التي تعانيها المحافظة». الى ذلك، أفاد عضو مجلس المفوضين في المفوضية العليا للانتخابات سردار عبد الكريم في تصريح صحافي أن مجلس المفوضين اجتمع للتداول في مصير الصناديق المشكوك فيها. وتقول قائمة «التحالف الكردستاني» إنها قدمت أدلة ووثائق «قوية» على حدوث عمليات تزوير وخرق خصوصاً في المناطق العربية كالحويجة والزاب لمصلحة قائمة «العراقية». وتتنافس القائمتان «العراقية» و «التحالف الكردستاني» بشدة على صدارة اصوات الناخبين في كركوك، لكن اذا جمعت اصوات القوائم الكردية الاربع فإنها ستتقدم على «العراقية» بفارق ملحوظ. وشكلت كركوك العقبة الأبرز في اقرار قانون الانتخابات التشريعية، اذ اصر الاكراد على مشاركتها في الانتخابات الحالية فيما دعت اطراف اخرى الى ارجاء الانتخابات فيها لحين مراجعة وتدقيق سجلات الناخبين والاحوال المدنية فيها، قبل أن يحسم الخلاف لمصلحة المشاركة. وكانت انتخابات عام 2005، آخر فعالية انتخابية تشارك فيها كركوك اذ حرمت بعد ذلك من المشاركة في العمليات الانتخابية التي اعقبتها بسبب عدم استقرار وضعها السياسي والقانوني في ظل التجاذبات الشديدة. وتعد كركوك من أبرز المناطق المتنازع عليها، ما أفرز خلافات سياسية حادة حولها، فمن جهة يطالب الاكراد بتطبيق المادة 140 من الدستور العراقي لحل مشكلة المناطق المتنازع عليها، ما يعني اجراء تطبيع للاوضاع ثم احصاء سكاني واخيراً استفتاء شعبي، بينما يدعو العرب والتركمان الى تقسيم السلطات الادارية في المحافظة بنسبة 32 في المئة لكل منهما إضافة الى الاكراد و4 في المئة للمسيحيين. تقدم علاوي في كركوك يعمق الخلاف بين العرب والأكراد والاقتراع في كركوك، حيث تقدمت قائمة علاوي بنحو ثلاثة آلاف صوت قد يضعف مطالبات الاكراد ويثير توتراً جديداً في وقت يسعى العراق إلى الخروج من سنوات العنف ولإعادة بناء اقتصاده المدمر. وقالت جالا رياني المتخصصة بالشرق الاوسط إن تقدم علاوي «صفعة لمعنويات الاكراد. النزاع على كركوك سيتعمق بمرور الوقت. كلما اقتربت اللحظة الحاسمة كلما زاد النزاع». وتضم أراضي كركوك بعض أهم حقول النفط، أي حوالى 13 في المئة من احتياط العراق المؤكد. وزعزع الصراع الاستقرار في بعض مناطق العراق ومنها الموصل عاصمة محافظة نينوى وسمح لمقاتلي تنظيم «القاعدة» بالحصول على موطئ قدم. وقال المحلل السياسي عبدالكريم الخليفة: «نتيجة الانتخابات البرلمانية ستؤدي الى حصول تغيير كبير في الخريطة السياسية لمدينة كركوك نتيجة ظهور قوى جديدة متمثلة باتحاد العرب والتركمان في القائمة العراقية ما يعطيهم قوة وتماسكاً كبيرين». ورفض الاكراد تسوية مع بغداد لحل النزاع على كركوك، على رغم نتائج الانتخابات، مراهنين على انهيار قائمته. وسجل التحالف الكردستاني الذي يضم حزب الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس جلال طالباني والحزب الديموقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني تقدماً في المنطقة الكردية شبه المستقلة. لكن التحالف يواجه تحدياً لم يسبق له مثيل من جماعة «غوران» الكردية الاصلاحية. غير أنه من المرجح أن يشكل التحالف والجماعة جبهة موحدة لمحاولة الحصول على تنازلات من بغداد. ويعد مستقبل الموصل القريبة من الاراضي المتنازع عليها من بين القضايا الشائكة الاخرى في العلاقات بين بغداد والاكراد. وكسب علاوي أصوات الاقلية العربية السنّية برسالته غير الطائفية وحقق تقدماً في خمس محافظات، منها كركوك ونينوى مكتسحاً المناطق الغربية والشمالية التي تضم أعداداً كبيرة من السنة. وتقدم المالكي في سبع محافظات في وسط وجنوب العراق ست منها تقطنها غالبية شيعية. وقال واين وايت، الباحث في معهد الشرق الاوسط، ان فوز علاوي من شأنه أن يكثف المطالب الكردية بالسيطرة على كركوك وقد يعمق النزاعات على الاراضي في نينوى. وحقق الاكراد نتائج قوية في نينوى في انتخابات عام 2005 عندما قاطع معظم السنة الاقتراع. لكن الاحتكاكات ازدادت بعد انتخابات مجالس المحافظات في العام الماضي والتي وضعت السيطرة على المحافظة في يد القوميين العرب.