قرر العديد من اللاجئين الإيزيديين في تركيا عدم العودة إلى سنجار في شمال شرقي العراق، على رغم طرد جهاديي تنظيم «داعش» أخيراً من المدينة، ويعتزم بعضهم حتى مواصلة طريقه إلى الغرب. وقال نواف هيدير (35 سنة) الذي يعيش في مخيم للاجئين في دياربكر، جنوب شرقي تركيا حيث الغالبية الكردية: «نخاف من العشائر العربية ومن داعش. فبعد فرارنا (قبل أكثر من عام)، انسحب تنظيم داعش ثم عاد. سنبقى هنا». والأقلية الإيزيدية التي تعيش أساساً في منطقة نينوى شمال العراق، ليست من العرب أو المسلمين، كما أنها موضع حقد من جانب تنظيم «داعش». ومنذ آب (أغسطس) 2014، قتل وخطف بضعة آلاف من إيزيديي العراق البالغ عددهم مئات الآلاف، وفق ناشطين حقوقيين. وغالبية الإيزيديين تعيش في العراق، لكن هناك مجموعات أصغر في تركيا وسورية وأرمينيا وجورجيا وألمانيا، وهم ينتمون عرقياً إلى أصول كردية ويتأثرون بمحيطهم المتكوّن من ثقافات عربية وسريانية، فأزياؤهم الرجالية قريبة من الزي العربي، أما النسائية فسريانية. ويعتبر الإيزيديون أن وجودهم يعود إلى الأزمنة القديمة، ويرى باحثوهم أن ديانتهم قد انبثقت من الديانة البابلية القديمة في بلاد ما بين النهرين. لكنّ باحثين إسلاميين وغيرهم يؤكدون أن الديانة الإيزيدية منشقّة ومنحرفة عن الإسلام، كما يرى آخرون أنها خليط من ديانات قديمة عدة مثل الزرادشتية والمانوية. وتم طرد جهاديي تنظيم «داعش» من مدينة سنجار في هجوم شنّته أخيراً القوات الكردية العراقية المدعومة بغارات جوية من التحالف الدولي بقيادة أميركية. لكن التنظيم المتطرف ترك خلفه مدينة مدمرة مزروعة بالألغام. وقال سيلو كارو (45 سنة): «كانت مدينة سنجار مكاناً آمناً ودمّروها. كان لدينا منزل، لكن أنظروا إلى وضعنا اليوم. طريقة العيش هذه لم تعد تحتمل». ومن أصل اللاجئين الأربعة آلاف في مخيم دياربكر، كثر منهم يريدون مواصلة طريقهم غرباً باتجاه مدينة اسطنبول أو حتى إلى دول الاتحاد الأوروبي. وعلى مسافة قريبة، تقف حافلة على جانب الطريق يحمل فيها اللاجئون أمتعتهم البسيطة للتوجّه إلى اسطنبول، حيث سيحاولون الوصول إلى أوروبا. وأضاف كارو: «سنغامر ونذهب إلى أوروبا. فإما سنأكل السمك أو أن السمك سيأكلنا». وقال نواف، الذي أرسل أسرته إلى اسطنبول حيث يعتزم اللحاق بها: «نريد أن تستقبلنا الدول الأوروبية، فإذا قبلوا بنا فسنذهب إلى هناك». أما ظريفة خلف (60 سنة) فقالت: «لقد حررت مدينة سنجار، لكن ماذا حلّ بفتياتنا اللواتي خطفهنّ داعش؟ كلا، بالنسبة إلينا لا عودة إلى سنجار».