قرر كثيرون من اللاجئين الايزيديين في تركيا عدم العودة الى سنجار في شمال شرقي العراق، على رغم طرد متشددي "تنظيم الدولة الإسلامية" (داعش) الأسبوع الماضي منها، مصمّمين على مواصلة طريقم الى الغرب. والأقلية الأيزيدية التي تعيش أساساً في منطقة نينوى شمال العراق ليست من العرب أو المسلمين، كما انها موضع حقد من جانب تنظيم "الدولة الإسلامية". ومنذ آب(أغسطس) 2014، قُتل وخُطف بضعة آلاف من أيزيديي العراق البالغ عددهم مئات الآلاف وفق ناشطين حقوقيين. وغالبية الأيزيديين تعيش في العراق، لكن هناك مجموعات أصغر موجودة في تركيا وسوريا وأرمينيا وجورجيا وألمانيا. وينتمون عرقياً الى أصول كردية ويتأثرون بمحيطهم المتكون من ثقافات عربية وسريانية، فأزياؤهم الرجالية قريبة من الزي العربي اما زياؤهم النسائية فسريانية. ويعتبر الأيزيديون ان وجودهم يعود الى الأزمنة القديمة ويرى باحثوهم أن ديانتهم انبثقت عن الديانة البابلية القديمة في بلاد ما بين النهرين. لكن باحثين إسلاميين وغيرهم يؤكدون ان الديانة الأيزيدية منشقة ومنحرفة عن الإسلام، ويرى آخرون ان هذه الديانة خليط من ديانات قديمة عدة مثل الزرادشتية والمانوية. وقال سيلو كارو (45 عاما) "كانت مدينة سنجار مكانا آمنا ودمروها. كان لدينا منزل. انظروا الى وضعنا اليوم. طريقة العيش هذه لم تعد تحتمل". ومن أصل اللاجئين الأربعة آلاف في مخيم ديار بكر، كثيرون هم الذين يريدون مواصلة طريقهم الى الغرب باتجاه مدينة إسطنبول أو حتى الى أوروبا. وعلى مسافة قريبة، تقف حافلة على جانب الطريق يحمل فيها اللاجئون أمتعتهم البسيطة للتوجه الى إسطنبول. تجدر الإشارة إلى ان تنظيم داعش طُرد من مدينة سنجار الجمعة في هجوم شنته القوات الكردية العراقية، مدعومة بغارات جوية من "التحالف الدولي" بقيادة أميركية. لكن التنظيم المتطرف ترك خلفه مدينة مدمرة مزروعة بالألغام، كما يفعل عادة قبل انسحابه.