وإن توقفت الأمطار عن الهطول على المدن السعودية، فإن تبعات الحال المطرية لم تتوقف، خصوصاً غرب البلاد، ففي منطقة المدينةالمنورة توعد مواطن بمقاضاة مسؤولين حكوميين، إثر وفاة ابنته وخالتها، بعد أن سقطتا في مشروع كان يفترض فيه أن يدرأ خطر السيول التي قد تشهدها بلدتهما، إلا أن المشروع «المُهمل» منذ أعوام، سلب الحياة من الفتاة وخالتها. وفي جدة، قابلت إمارة منطقة مكةالمكرمة أمس، سيل الانتقادات التي صبت عليها، بتصريح صحافي للمتحدث باسمها سلطان الدوسري، أكد فيه أن السدود ال14 التي أنشئت في السنوات الأخيرة «أسهمت في درء خطر 32 مليون متر مكعب من مياه الأمطار التي هطلت على جدة أخيراً. فيما استوعبت مجاري السيول 17 مليون متر مكعب، ومنعت دخولها إلى أحياء جدة». (للمزيد). وقدرت إمارة مكة كمية المياه الناجمة عن الأمطار التي هطلت يوم (الثلثاء) الماضي، بنحو 57 مليون متر مكعب. أما الشدة المطرية فقدرتها – استناداً إلى تقارير الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة وهيئة المساحة الجيولوجية – بما يراوح بين 20 و70 ملليمتراً. وفي محافظة العيص (المدينةالمنورة)، حمّل مواطن، الدفاع المدني وبلدية سليلة جهينة ومحافظ العيص، مسؤولية وفاة ابنته وخالتها في إحدى الحفر التي خلفها مقاول شمال العيص (سليلة جهينة)، كان ينفذ مشروعاً لدرء أخطار السيول، ما أدى إلى تجمع كميات كبيرة من الماء، نتج منها غرق فتاة تبلغ من العمر 14 عاماً، وخالتها. من جهته، علّق رئيس بلدية سليلة جهينة المهندس جابر الحيدري، على الحادثة، بقوله: «إن الحفرة التي وقعت فيها الفتاة وخالتها هي أحد المشاريع المنفذة ضمن مشاريع درء مخاطر السيول التي تنفذها بلدية سليلة جهينة»، موضحاً أنه سيقف على الموقع خلال الساعات المقبلة. ورفض الخوض في التفاصيل، مشيراً إلى أن بياناً تفصيلياً عن الحادثة سيصدر عن أمانة منطقة المدينةالمنورة في وقت لاحق.