دهمت أجهزة الأمن المصرية ورشة لتصنيع المتفجرات تستخدمها جماعة «أنصار بيت المقدس» في إحدى قرى مدينة القليوبية شمال العاصمة، واشتبكت مع مسلحين فيها ما أدى إلى مقتل ستة منهم وضابطين كبيرين في الجيش. لكن العملية شكلت ضربة لجهود التنظيم لنقل مركز عملياته من سيناء إلى قلب البلاد. (للمزيد) ونشرت وزارة الداخلية شريطاً مصوراً لجزء من المعركة بين مئات من عناصرها ومسلحين تحصنوا في مصنع للأخشاب استأجروه قبل شهور في قرية عرب شركس وسط كتلة سكنية على أطراف مدينة قليوب (شمال القاهرة)، ما صعّب مهمة قوات الشرطة التي حاولت تجنب سقوط ضحايا من الأهالي. وبعد ساعات من المواجهة، قُتل خلالها 6 من المسلحين وضابطان في الجيش، اقتحمت قوات الشرطة المصنع وألقت القبض على 8 من عناصر التنظيم، وضبطت كميات كبيرة من المواد التي تستخدم في صنع المتفجرات وضعت في براميل كبيرة وأسلحة آلية وذخائر. وكانت معلومات عن إعداد المسلحين عبوات وأحزمة ناسفة وسيارات مفخخة في الورشة استدعت اصطحاب خبراء مفرقعات من سلاح المهندسين العسكريين في الجيش لإبطالها. ولقي ضابطان كبيران برتبة عميد وعقيد في الجيش حتفهما إثر إصابتهما بطلقات نارية في مناطق متفرقة. وتقدم وزير الدفاع المشير عبدالفتاح السيسي جنازتهما. وظهر أن تلك الخلية كانت تُعد لتنفيذ عمليات قريباً، إذ وجدت داخل المصنع لافتة كُتب عليها: «غزوة الثأر لأبي عبيدة. القادم أدهى. أنصار بيت المقدس»، في إشارة إلى القيادي في الجماعة المُكنى «أبي عبيدة» الذي قتل في مواجهات مع الشرطة في شرق القاهرة. وظهر القتلى من أعضاء التنظيم يرتدون أحزمة ناسفة. وقالت وزارة الداخلية في بيان إن أجهزة الأمن «وجهت ضربة قاصمة استهدفت أخطر البؤر الإرهابية المتورطة فى العديد من الحوادث الإرهابية التى شهدتها البلاد أخيراً». وأوضحت أن «العناصر التكفيرية الخطرة من جماعة أنصار بيت المقدس متورطة في التعدي على حافلة للجيش في المطرية شرق القاهرة الأسبوع الماضي والهجوم على نقطة الشرطة العسكرية في مسطرد السبت الماضي، وتفجير مديرية أمن القاهرة واستشهاد مدير المكتب الفني لوزير الداخلية اللواء محمد السعيد». وأضافت أن «المواجهة الشرسة مع العناصر الإرهابية استمرت بضع ساعات واستخدمت خلالها أسلحة نارية وعبوات وأحزمة ناسفة وسيارات مفخخة». وظهر حجم الدمار الذي لحق بوكر المسلحين ودُمرت سيارات عدة جراء تبادل إطلاق النار، منها سيارة قالت وزارة الداخلية إنها استخدمت فى حادثي تفجير مديرية أمن القاهرة والاعتداء على نقطة الشرطة العسكرية في مسطرد. من جهة أخرى، حوّل طلاب جماعة «الإخوان المسلمين» محيط الجامعات إلى ساحة مواجهة مع قوات الشرطة، لإصرارهم على الخروج بمسيرات إلى الشوارع خلال تظاهرات دعا إليها «تحالف دعم الشرعية» المؤيد للرئيس المعزول محمد مرسي في ذكرى استفتاء 19 آذار (مارس) 2011. وطوقت الشرطة بوابات الجامعات لمنع التظاهرات من الخروج إلى الشوارع، فعمد المتظاهرون إلى العنف وإشعال الحرائق داخل الجامعات وفي محيطها، خصوصاً جامعة الأزهر التي اقتحمتها قوات الشرطة ودارت فيها مواجهات عنيفة مع الطلاب جرح فيها عشرات. وقُتل صبي (13 عاماً) قرب جامعة بني سويف وسط البلاد بعد أن خرج مئات الطلاب إلى الشارع في مسيرة هتفت ضد الجيش والشرطة ولوحت بشعارات «رابعة» ورفعت صوراً للرئيس المعزول. وتحول محيط الجامعة إلى ساحة مواجهات وسط سماع دوي إطلاق نار وطلقات خرطوش. واتهمت وزارة الداخلية أنصار «الإخوان» بمحاولة «تعطيل حركة سير القطارات». وشهدت جامعة الأزهر في القاهرة أعنف الاشتباكات. وتجمع مئات الطلاب داخل الحرم الجامعي وطافوه في مسيرات نددت بالجيش والشرطة ورفعوا صوراً لمرسي، قبل أن يتوجهوا إلى بوابة الجامعة الرئيسة لتتصدى لهم قوات الشرطة لمنعهم من الخروج بقنابل الغاز وخراطيم المياه، وتفرق الطلاب داخل الحرم قبل أن يتجمعوا مجدداً لرشق الشرطة بالحجارة والألعاب النارية. وتحول مدخل الجامعة إلى ساحة كر وفر بين الشرطة والطلاب الذين أحرقوا صناديق القمامة والأشجار وحطموا بوابات في الجامعة، وبعدما خرج العنف عن سيطرة الأمن الإداري اقتحمت قوات الشرطة الجامعة لتدور مواجهات عنيفة في ساحتها، وألقت الشرطة القبض على عشرات الطلاب. وكان عشرات الطلاب اعتلوا أسطح بنايات في الجامعة، ورفعوا عليها علم تنظيم «القاعدة» وكلف المستشار هشام بركات النائب العام النيابة بإجراء تحقيقات فورية في الواقعة التي تكررت في جامعة القاهرة.