قُتل وأصيب عشرات العراقيين أمس، بتفجيرات انتحارية طاولت مساجد وأحياء شيعية، جنوببغداد، بالتزامن مع إجراءات أمنية لحماية مئات الآلاف المتّجهين إلى محافظة كربلاء لإحياء الزيارة الشعبانية. الى ذلك، شنّ طيران التحالف الدولي غارات في شمال البلاد وغربها، أدت الى قتل وإصابة العشرات من عناصر «داعش» وتدمير معداتهم، فيما تعاني القوات الأمنية في الأنبار من صعوبة التقدّم نحو مركز الرمادي، بسبب استخدام التنظيم المدنيين دروعاً بشرية. وأفادت مصادر في وزارة الداخلية أمس، بأن انتحارياً يرتدي حزاماً ناسفاً فجّر نفسه في تجمّع للقوات الأمنية قرب مسجد شيعي في منطقة اليوسفية، جنوببغداد، بعد تفجير بعبوة ناسفة استهدفت المصلّين، وأسفر الهجوم عن قتل أربعة أشخاص وإصابة 16 آخرين، بينهم جنود، بجروح متفاوتة»، ورُجح ارتفاع الحصيلة بسبب شدة التفجير. وأوضحت المصادر أن عبوة ناسفة انفجرت قرب المسجد، بالتزامن مع صلاة الجمعة في حضور المئات، وبعد تطويق المكان اقتحم انتحاري الطوق الأمني وفجّر نفسه في صفوف المتجمّعين من الأهالي والعناصر الأمنية». وأضافت أن عبوة ناسفة أخرى انفجرت أمس، بالقرب من مسجد في منطقة الرشيد، جنوببغداد، أسفرت عن قتل شخصين وإصابة سبعة آخرين، ونفذت القوات الأمنية على إثرها عمليات دهم وتفتيش في المناطق المجاورة. وأشارت الى أن عبوة ثالثة انفجرت أمس، قرب محلات تجارية في شارع محطة الكهرباء في الزعفرانية، جنوب شرقي بغداد، أسفرت عن قتل شخص وإصابة ثمانية آخرين. وجاءت التفجيرات أمس بعد يوم من بدء القوات الأمنية إجراءات لتأمين الزيارة الشعبانية. وقُطع عدد من الطرق لوقت محدّد، ووُضعت أسلاك شائكة على الجانبين، وحُددت الطريق الذي سيسلكه الزوار مطلع الشهر المقبل. الى ذلك، أعلنت «خلية الإعلام الحربي» أن «طائرات التحالف الدولي، بناءً على معلومات وكالة الاستخبارات والتحقيقات الاتحادية، وجهت ضربة جوية إلى تجمّع عناصر «داعش» في قرى أتمارات وقبك في قضاء تلعفر، غرب الموصل، أسفرت عن حرق سبع عجلات وقتل الدواعش الموجودين بالقرب منها، ونفذت الطائرات أيضاً ضربات على أربعة منازل في أطراف قرية كبيبة، شمال تكريت، أسفرت عن قتل 50 عنصراً من التنظيم». وأوضحت أن «بين القتلى، المسؤول العسكري في المنطقة المدعو أبو هريرة». في الأنبار، قال سلمان الفهداوي، وهو أحد القادة الميدانيين لمقاتلي العشائر جنوب الرمادي، ل «الحياة»، أن «القوات الأمنية ما زالت تحاصر مداخل المدينة، وتم قطع الإمدادات في شكل كامل عن عناصر داعش الموجودين فيها». وأوضح أن «طيران الجيش دمّر طريقاً بالقرب من جسر عمر، شمال غربي الرمادي، كان يعتبر آخر منافذ مقاتلي داعش، ما دفع التنظيم الى التراجع الى مركز المدينة، لكنه أجبر العائلات الموجودة في المنطقة على البقاء». وأشار الى أن «استخدام داعش العائلات دروعاً بشرية يؤخر السيطرة على مركز الرمادي، لكن على رغم ذلك، فإن القوات الأمنية تحاصر المدينة وتضيّق الخناق على داعش، من خلال السيطرة على الأحياء والمناطق في شكل حذر لمنع سقوط أبرياء».