اعتبر الأمين العام لحلف شمال الاطلسي (ناتو) اندرس فوغ راسموسن الاربعاء ان التدخل الروسي في اوكرانيا يمثل أخطر تهديد لأمن أوروبا منذ انتهاء الحرب الباردة، في وقت يستعد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لزيارة موسكو الخميس وكييف الجمعة. وعلى رغم الأزمات التي شهدتها دول البلقان في التسعينات وجورجيا عام 2008، إلاّ أن راسموسن اكد ان "هذا اخطر تهديد لامن واستقرار اوروبا منذ انتهاء الحرب الباردة". ومن المقرر أن يزور بان كي مون موسكو الخميس حيث سيلتقي الرئيس فلاديمير بوتين، ثم يتوجه الجمعة الى كييف، على ما أعلنت الاممالمتحدة الاربعاء. وقالت الاممالمتحدة في بيان ان هذه الزيارة غير المتوقعة "هي جزء من الجهود الديبلوماسية لحض كل الاطراف على حل الازمة الحالية بالطرق السلمية". وسيلتقي بان كي مون في موسكو ايضا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف. وفي كييف، سيجري بان كي مون محادثات مع الرئيس الاوكراني الانتقالي اولكسندر تورتشينوف ورئيس الوزراء ارسيني ياتسنيوك و"ممثلين عن المجتمع المدني". وقالت الاممالمتحدة ان "الامين العام دعا باستمرار الى ايجاد حل يقوم على مبادئ ميثاق الاممالمتحدة"، اي سيادة ووحدة اراضي الدول. وردا على الضربة التي وجهها بوتين بالحاق القرم بروسيا على اثر استفتاء مؤيد لهذه الخطوة في شبه جزيرة القرم، دافع بان كي مون عن وحدة اراضي اوكرانيا وانما من دون ادانة هذا الالحاق بوضوح ولم يقل ما اذا كان هذا الاستفتاء شرعيا. وأعلن مساعد المتحدث باسم الاممالمتحدة فرحان حق الاربعاء ان بان كي مون لا يزال "يعتقد ان الطريق الى حل سلمي لهذه الازمة يبقى مفتوحا" على رغم الامر الواقع وتعنت الكرملين. وأضاف فرحان حق ان الامين العام للمنظمة الدولية يأمل "في حوار مباشر بين موسكو وكييف بهدف تحديد اجراءات محددة تسهل حلا ديبلوماسيا"، من دون اعطاء توضيحات اخرى. وبان كي مون "سيدعو ايضا الى خفض التوتر" اثناء هذه المحادثات في موسكو وكييف. ولمح المتحدث ايضا الى أن بان كي مون لن يعود مباشرة الى نيويورك بعد مغادرة كييف السبت. ودعا الرئيس الاميركي باراك اوباما قادة مجموعة السبع والاتحاد الاوروبي الى الاجتماع الاثنين المقبل في لاهاي على هامش قمة حول الامن النووي لمناقشة الوضع في اوكرانيا. ومنذ بداية الازمة، ارسل بان كي مون الى اوكرانيا موفدا هو روبرت سيري اضافة الى مساعده المباشر يان الياسون ومساعده لحقوق الانسان ايفان سيمونوفيتش. لكن أياً منهم لم يتمكن من اقناع موسكو وكييف ببدء حوار واضطر سيري الى مغادرة القرم على عجل تحت تهديد مسلحين. ورفض سيمونوفيتش لاحقا التوجه الى القرم لاسباب لوجستية وامنية، بحسب الاممالمتحدة. وابدت 13 من اصل 15 دولة عضوا في مجلس الامن الدولي صباح السبت دعمها لمشروع قرار اميركي يدين الاستفتاء حول القرم بوضوح. واستخدمت موسكو حق النقض (الفيتو) ضد المشروع ما جمد صدوره بينما امتنعت الصين عن التصويت. ومنذ بداية الازمة الاوكرانية، عقد سفراء الدول الخمس عشرة في مجلس الامن سبعة اجتماعات بدت كأنها "حوار طرشان" بين موسكو والغربيين. ومن المتوقع عقد اجتماع ثامن بعد ظهر الاربعاء في نيويورك.