أعلنت الحكومة الجزائرية أنها وجهت دعوات لكل من تونس ومصر والسودان وتشاد والنيجر وليبيا، لحضور الاجتماع السابع ل «دول جوار ليبيا» والذي سيعقد في 1 كانون الأول (ديسمبر) المقبل، فيما تعهدت مالطا على لسان وزير خارجيتها الذي يزور الجزائر، بإطلاع الأوروبيين على «تفاقم ظاهرة الهجرة غير الشرعية بسبب الوضع في ليبيا». وكشف وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية الجزائري عبد القادر مساهل، عن أن الجزائر ستحتضن في الأول من الشهر المقبل، اجتماعاً لبلدان جوار ليبيا تحضره 6 دول جوار، إضافة إلى ممثلين عن ليبيا ذاتها. ونفى الوزير وجود أي اختلاف بين الدول الستة حول البيانات الصادرة عن الاجتماعات السابقة لدول الجوار. وأفاد بأن توافقاً كبيراً نشأ بين «دول جوار ليبيا» حول «ضرورة تسوية النزاع بالطرق السلمية والحوار وإنشاء حكومة وطنية لحل الأزمة في إطار احترام وحدة وسيادة ليبيا ومكافحة الإرهاب وتنسيق الجهود لذلك». وتلح الحكومة الجزائرية في طلب تعاون في مكافحة «داعش» في ليبيا، لكنها تتحفظ على خطط دولية لمحاربة التنظيم المتطرف. من جهة أخرى، قال مسؤول ليبي كبير لم يكشف عن اسمه، إن بلاده تحتضن 5 آلاف مقاتل من تنظيم الدولة الإسلامية على الأقل، وهو رقم أخذته الجزائر على محمل الجد، ما استدعى قيام رئيس الأركان الفريق أحمد قايد صالح مرار زيارات عدة إلى المنطقة العسكرية الرابعة، التي تُراقَب منها الحدود الليبية. وذكّر مساهل بما سماه «اقتناع» الجزائر ب «عدم وجود بديل للحل السياسي والحوار بين الفرقاء الليبيين»، مشدداً على ضرورة «إنشاء حكومة وطنية ذات كفاءات توكل إليها مهمة إجراء إصلاحات واسعة في البلاد وتسيير المرحلة الانتقالية»، معتبراً أن وجود حكومة وطنية تتحدث باسم كافة الليبيين «سيسمح للدولة بمحاربة ظاهرة الإرهاب التي باتت تشكل خطراً كبيراً على أمن واستقرار ليبيا وكل دول الجوار». وأفادت مصادر جزائرية ل «الحياة» بأن قيادة الشرطة الجزائرية وقيادة القوات العسكرية تفترض تقديم عرض جديد لليبيين بتكوين ضباط في الجيش والشرطة، على أن يكون توقيع العرض من «حكومة التوافق». وجدد مساهل التأكيد على «مساندة الجزائر لجهود الأممالمتحدة لإيجاد حل للأزمة الليبية ما دامت تعمل في إطار الحل السياسي وعلى أساس احترام سيادة ليبيا ووحدة ترابها»، وجدد في هذا السياق التزام الجزائر مواصلة جهودها مع المنظمة الدولية ودول الجوار من أجل الحل، مؤكداً أيضا اقتناع بلاده بوجود رغبة لدى الفرقاء الليبيين من أجل الوصول إلى حل سياسي للأزمة وتأييدهم التام لوحدة التراب وسيادة الدولة الليبية. واستقبلت الجزائر أمس، وزير الشؤون الخارجية المالطي جورج ويليام فيلا، الذي ذكر أن اتفاق السلام المقترح من جانب الأممالمتحدة من أجل تسوية الأزمة في ليبيا يشكل «قاعدة» للعودة إلى السلم والأمن في هذا البلد. و أكد فيلا أن تسوية النزاع الليبي «سيخدم كل المنطقة، لاسيما أوروبا»، مشيراً إلى أن ظاهرة الهجرة والمآسي التي وقعت في عرض المتوسط خلال الآونة الأخيرة «جزء من آثار الوضع المأسوي في ليبيا».