اعتبر رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون ان انتهاء المهمة القتالية للقوات البريطانية في العراق تدشن «فصلاً جديداً» في العلاقات بين لندن وبغداد يركز على الجانب الاقتصادي، بعد ست سنوات من وجود هذه القوات في هذا البلد. وعبّر عن استعداد بلاده للمشاركة في حماية امدادات النفط العراقي، فيما نوه رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي ب «الجهود الكبيرة» التي بذلتها القوات البريطانية في العراق، مشدداً على توجه حكومته لتطوير العلاقات الثنائية مع بريطانيا، خصوصاً في الجوانب الاقتصادية، لافتاً الى وجود فئات في العراق تريد افشال الحكومة والعملية السياسية في البلاد، مؤكداً استعداد قوات الأمن لمواجهة هذه التحديات. وجاءت تصريحات براون والمالكي في مؤتمر صحافي مشترك في لندن بعد محادثاتها التي تزامنت مع انتهاء العمليات القتالية للقوات البريطانية في جنوب العراق رسمياً. واضاف براون ان لندن وبغداد بدأتا «شراكة طويلة المدى من الند الى الند». وأضاف: «اليوم يطوى فصل البعثة القتالية في العراق» ليبدأ «فصل جديد في علاقاتنا» الثنائية. واضاف انه «سيتم انزال العلم (...) بينما وصلت الدوريات القتالية البريطانية في البصرة الى نهايتها وتستعد قواتنا المسلحة للانسحاب»، من هذه المدينة حيث لا يزال حوالي 4100 جندي بريطاني متمركزين هناك. وتنسحب القوات البريطانية من العراق بعد ست سنوات من الانضمام للغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة عام 2003. وبنهاية تموز (يوليو) سيبقى في العراق فقط نحو 400 جندي للمساعدة في تدريب القوات العراقية. من جهة أخرى، أعرب رئيس الوزراء البريطاني عن استعداد بلاده للمشاركة في حماية امدادات النفط العراقي بعد انتهاء دورها في العمليات القتالية هناك. وأوضح ان حكومته «تأمل في توقيع اتفاق مع الحكومة العراقية بشأن الدور الذي يمكن أن نضطلع به في التدريب وحماية امدادات النفط العراقي»، لافتاً الى ان هذه المشاركة ستتم بموجب «اتفاق بين حكومتينا وليس قراراً جديداً من الاممالمتحدة»، وعبّر عن اعتقاده بأن هذا المشروع سيطرح على البرلمان العراقي خلال الاسابيع المقبلة. كما حض الشركات البريطانية على البحث عن فرص للاستثمار في العراق. وسئل براون عن الدعم الذي يمكن ان تقدمه بريطانيا لحماية الأموال العراقية في الخارج وملف التعويضات فأجاب ان حكومته «مستعدة للبحث مع الحكومة العراقية في كل القضايا» من دون اعطاء المزيد من التفاصيل. من جانبه، نوه رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي ب «الجهود الكبيرة» التي بذلتها القوات البريطانية في العراق، ورحب باستعداد لندن لتطوير العلاقات مع بلاده، خصوصاً في الجوانب الاقتصادية. وأعرب عن حاجة العراق الى الاستثمارات الاجنبية في مختلف القطاعات، لافتاً الى وجود فئات في العراق تريد افشال الحكومة والعملية السياسية في البلاد، مؤكداً استعداد قوات الأمن لمواجهة هذه التحديات. من جهة ثانية أكد المالكي، رداً على سؤال عن مصير الرهائن البريطانيين الخمسة، ان «الحكومة العراقية تعمل كل ما في وسعها، ومع كل الأطراف التي يمكن ان تساعد، لحل هذه المشكلة». من جهة أخرى، اشار المالكي الى حاجة بلاده الى الاستثمارات، داعيا الشركات الاجنبية الى المشاركة في جهود اعادة اعمار العراق، مشيراً الى اتخاذ حكومته اجراءات كثيرة لتشجيع الاستثمار في مختلف القطاعات، خصوصاً إعادة اعمار البنى التحتية، والزراعة والصناعة والكهرباء والتربية والتعليم العالي»، موضحاً ان حكومته تعمل جاهدة «لتوفير بيئة مناسبة ومشجعة للاستثمار في مختلف القطاعات»، و «ايجاد تشريعات توفر المزيد من الحوافز والضمانات للمستثمرين»، مشدداً خصوصاً على أهمية «تطوير الصناعة النفطية»، ولفت الى استعداد بلاده لعقد «شراكة مع الأصدقاء والشركات التي ترغب في الاستثمار في العراق». وتتزامن زيارة المالكي الى بريطانيا مع مؤتمر حول اعادة الاعمار بدأ أعماله أمس في لندن بمشاركة 250 شركة، حيث ألقى رئيس الحكومة العراقية كلمة في المؤتمر حض فيها الشركات الأجنبية على الاستثمار في بلاده. وعلى هامش المؤتمر، الذي يستمر يوماً، التقى ممثلون لهذه الشركات، بينها «شل» و «رولز رويس» و «باركليز كابيتال»، بمسؤولين عراقيين، بينهم وزير النفط حسين الشهرستاني لاستكشاف إمكان الاستثمار في العراق.