نشر فنان الرسوم الكاريكاتوريه الأذربيجانى الأصل، غوندوز زغاييف (34 سنة)، على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك»، صوراً عدة لأطفال سلبتهم الحروب طفولتهم، لكنه اعاد رسمها متخيلاً في رسومه ما سيكونون عليه لو ان الحياة منحتهم ما يستحقونه من حياة سعيدة. وذكرت صحيفة «دايلي ميل» البريطانية، ان الفنان رفع مستوى الوعي حول الآثار المروعة التي تخلفها الحروب والفقر على الأطفال، من خلال مشروع الرسوم الذي أطلق عليه اسم «تخيّل». ومن الصور التي أعاد الفنان رسمها، صورة الطفل السوري آلان الكردي بعدما وجده شرطي تركي ملقى على الشاطئ، حيث كان برفقة والديه وأخيه يحاولون الوصول إلى اليونان، بواسطة قارب صغير انطلق من سواحل تركيا محملاً باللاجئين السوريين الهاربين من جحيم الحرب الأهلية، اذ تخيله زغاييف يلعب على الشاطئ ويبني قصراً من الرمال. وأعاد زغاييف رسم صورة الطفل الذي يتضور جوعاً في السودان للمصور الصحافي الحائز على جائزة «بوليتزر»، كيفين كارتر، وعلى مقربة منه أحد الصقور ينتظره ليموت حتى يلتهمه، فتخيله يلهو مع النسر، فيما حوّل صورة صبي ياباني يحمل شقيقه الميت على ظهره بعد اسقاط قنبلة «ناغازاكي»، الى الطفل يحمل شقيقه على ظهره ويلهوان سوياً. وحول زغاييف صورة الجندي الذي يحمل طفلين بعيداً من التفجيرات في حرب فيتنام، إلى شخصية «سوبرمان» المنقذ في فيلم الحركة والمغامرات. وفي مشهد مؤلم لطفل لم يتجاوز العامين يُقبّل صورة والده الذي أُغتيل، وهو نجل الصحافي الاذري المار حسينوف، حوّل زغاييف المشهد إلى طفل يعانق والدة وتحيط بهما الغيوم. وفي صورة تَظهر فيها الطفلتان القاصرتان غادة وتهاني من اليمن، وتمثل قضية زواج القاصرات، وبجانبهما في الصوره زوجاهما، حولهما الرسام الى طفلتين تلهوان بفرح وحياتهما خالية من الهموم. وفي صورة أخرى تظهر فتاة عمرها تسعة أعوام، تركض في اتجاه الكاميرا وتصرخ من آلام حروق اصابتها من جراء القاء قنابل «النابالم» في الحرب الاميركية على فيتنام عام 1972، وحول الرسام الصورة الى مشهد مفرح، اذ رسم الطفلة تركض وتحمل بالوناً على شكل تمثال الحرية الشهيرمع ابتسامة على شفتيها. وتباينت الآراء حول طريقة رسم وايصال الفكرة، اذ لاقى العمل استحسان واعجاب الكثيرين، بينما لاقى رفضاً من بعض الاشخاص باعتبار ان الصوّر تظهر الحقيقة البشعة والمروعة للحالات التي اعاد زغاييف رسمها. وزغاييف هو ناشط اجتماعي، ونشر سابقاً رسوماً كاريكاتورية ساخرة لزعماء وقوات من الشرطة تُظهر أسلوبهم في قمع المعتقلين في جميع أنحاء العالم.