أعلنت «اللجنة الدولية للصليب الأحمر» أن مئات المتطوعين وزعوا حزم غذائية ومؤن عينية على اللاجئين الذين وصلوا، أمس الأول، إلى مخيم في مدينة سلافونسكي برود في شرقي كرواتيا. ويعبر اللاجئون القادمون من صربيا والمتوجهون إلى سلوفينيا، بخيم سلافونسكي برود، حيث تتوافر نقاط رسمية للتسجيل وأجهزة تعقب تسهل لمستخدميها العثور على بعضهم في حال افتراقهم، إلى جانب وجود مؤن غذائية وأغطية ومواد للرعاية الصحية. وتعد كرواتيا إحدى أهم بوابات العبور إلى أوروبا، نسبة إلى موقعها الجغرافي في جنوب شرقي أوروبا وخلوها من المراقبة الأمنية المشددة، لكن حجم العبء الذي تبع التدفق الهائل للاجئين شكّل ضغطاً كبيراً على كل الدول الأوروبية، وأصبح مصدر قلق كبير لقادتها حول كيفية التعامل مع هذه الأزمة. وكانت سلوفينيا أعلنت الأسبوع الماضي أنها ستبدأ بإنشاء «حواجز مؤقتة» على حدودها مع كرواتيا للتحكم في شكل أفضل بتدفق اللاجئين، وتجنب وضع «لا يمكن التحكم فيه في البلاد». وذكر رئيس الوزراء السلوفيني في مؤتمر صحافي أن «الهدف من هذه العقبات هو توجيه اللاجئين إلى المراكز الحدودية، فنحن لسنا في صدد إغلاق حدودنا». وجاء ذلك بعد إغلاق المجر في منتصف تشرين الأول (أكتوبر) الماضي أيضاً حدودها مع كرواتيا، ما دفع المهاجرين إلى تغيير وجهتهم نحو سلوفينيا بعد انطلاقهم من اليونان نحو شمال أوروبا. وكرواتيا والمجر وسلوفينيا أعضاء في الاتحاد الأوروبي، لكن فقط المجر وسلوفينيا تنتميان إلى معاهدة «شينغن» للفضاء الحر. واشتد الخلاف بين كرواتيا وصربيا في أيلول (سبتمبر) الماضي حول تدفق اللاجئين، بعدما قررت كل منهما التشدد في إغلاق حدودهما المشتركة. ودعا رئيس وزراء كرواتيا زوران ميلانوفيتش بلغراد إلى الكف عن توجيه المهاجرين إلى حدود بلاده، فيما ردت بلغراد باتهام زغرب بأنها تشن «هجوماً اقتصادياً» ضدها. وبدأت كرواتيا بعد ذلك بإغلاق حدودها أمام الشاحنات الآتية من صربيا على معبر «باياكوفو- بتروفشي» الأخير المفتوح بين البلدين، وردت بلغراد بإغلاق معبرها أمام كل شاحنة تحمل لوحة تسجيل كرواتية أو بضائع كرواتية. واتهمت كرواتيا صربيا بأنها تعيد بالاتفاق مع المجر كل المهاجرين إلى حدودها. ومع ذلك، قرر ميلانوفيتش إعادة فتح حدود بلاده بعد طلب من الاتحاد الأوروبي. وكتب الصحافي الكرواتي فيدران بافليك في موقع «توتال كرواتيا نيوز» الإخباري أن بلاده عززت الإجراءات الأمنية بعد الهجمات الإرهابية التي وقعت في العاصمة الفرنسية باريس الجمعة الماضي. وأوضح أن «حوالى خمسة آلاف و342 لاجئاً دخلوا كرواتيا خلال يوم الاثنين فقط، منهم ثلاثة آلاف و230 في مخيم سلافونسكي برود»، مضيفاً أن «عدد اللاجئين منذ بداية الأزمة وصل إلى 402 ألف و290 شخصاً». يذكر أن كرواتيا انضمت إلى الاتحاد الأوروبي عام 2013، لتصبح العضو ال28. ويحدها من الشمال الغربي سلوفينيا، وصربيا من الشمال الشرقي، والبوسنة والهرسك جنوباً.