حذّر وزير الخارجية الليبي محمد الدايري من تحول ليبيا إلى «ملجأ جديد» لتنظيم «داعش»، داعياً الأسرة الدولية إلى ضم بلاده إلى الحملة لمكافحة المجموعة المتطرفة. وأكد الدايري في حديث إلى وكالة «فرانس برس» مساء أول من أمس، أن الحكومة الليبية المعترف بها دولياً «تملك معلومات موثوقة مفادها بأن قيادة داعش طلبت من الجهاديين الجدد التوجه إلى ليبيا وليس سورية، خصوصاً منذ بدء الضربات الروسية» ضد التنظيم في نهاية ايلول (سبتمبر) على الأراضي السورية. ودان الوزير الليبي خلال زيارته باريس «العمليات الإرهابية الفظيعة التي نفذها داعش» في فرنسا وأوقعت 129 قتيلاً، محذراً من تعزيز التنظيم المتطرف وجوده في ليبيا. وقال: «نضم صوتنا إلى الدعوات في فرنسا والخارج إلى تحرك دولي وتصميم حقيقي ضد داعش في سورية وفي العراق وكذلك في ليبيا لأنني أخشى من أن تتحول ليبيا في مستقبل قريب إلى ملجأ جديد لداعش». وقدّر الدايري عدد مقاتلي التنظيم في ليبيا حالياً بما «بين 4 الى 5 آلاف» ويشكل التونسيون والسودانيون واليمنيون القسم الأكبر منهم. وأشاد بالعملية التي نفذتها الولاياتالمتحدة وأعلنت لأول مرة في 14 تشرين الأول (أكتوبر) قصف أهداف لداعش في ليبيا والقضاء في غارة على العراقي ابو نبيل الذي قيل إنه زعيم التنظيم المتطرف في البلاد، لكنه أوضح أن وسام نجم الزبيدي الملقب بأبو نبيل كان زعيم «داعش» في مدينة درنة (شرق) وليس زعيم التنظيم في ليبيا كلها. وأضاف أن «هذه الغارات ضرورية لكنها ليست كافية. التهديد الذي يحدق بأوروبا كبير»، مشيراً إلى العلاقات بين الجهاديين في ليبيا ورفاقهم في أوروبا. وقال الوزير ان التنظيم المتطرف يسيطر على مدينة سرت (شرق) وينتشر في مناطق عدة مثل درنة وبنغازي (شرق). وحذر من أن مدينة «اجدابيا شرق ليبيا، قد تصبح معقلاً جديداً للمتطرفين»، موضحاً أنه يبدو أن «سلسلة اغتيالات لأئمة سلفيين وضباط في الجيش» نفذها التنظيم مهدت الطريق لهذا التقدم. ورداً على سؤال حول معلومات تحدثت عن اختراق محتمل ل «داعش» في جنوب البلاد، لم يؤكد الوزير ذلك لكنه أوضح أن «العلاقات الوثيقة بين جماعة بوكو حرام ومنظمات ارهابية أخرى في دول الساحل من جهة وداعش من جهة أخرى باتت مؤكدة بعد أن اعتقل الجيش الليبي قبل عام في بنغازي عناصر من بوكو حرام». وأضاف أن «هناك مخاوف من امتداد تنظيم «الدولة الإسلامية» إلى الجنوب ما يسمح له بالاتصال بالحركات المتطرفة في دول الساحل». ورأى الوزير الليبي أنه «لم يعد في مقدور الأسرة الدولية أن تطالب بحل سياسي في ليبيا قبل التحرك ضد الخطر المتنامي الذي يطرحه داعش». من جهة أخرى، رحب أطراف الحوار الليبي في تصريحات إلى «الحياة» بتعيين مبعوث الأممالمتحدة الجديد للدعم في ليبيا مارتن كوبلر. وقال مصطفى ابو شاقور، أحد النواب المقاطعين للبرلمان في طبرق إن «المبعوث الدولي الجديد لديه فرصة لأن يدفع بالحوار الليبي إلى الامام. وأتوقع أن يكون حيادياً ليقوم بمهمته بنجاح، نظراً لتجربته الطويلة في حل النزاعات وبسبب حرص كل الاطراف الليبية على المضي في حوار لحل الأزمة». وأفاد مصدر مقرب من حكومة عبد الله الثني في البيضاء «الحياة» بأن «المبعوث الجديد مرحَّب به لأنه يمثل المنظمة التي ينبغي أن تكون حريصة على حل الازمة الليبية وحلحلة الوضع». فيما صرح المستشار الإعلامي لرئيس مجلس النواب في طبرق فتحي المريمي إلى «الحياة» أن «البرلمان رئيساً وأعضاء، يرحب بالسيد كوبلر وبالتأكيد سيتم التعاون معه لإنجاز مهمته المتعلقة بالحوار الذي يُعدّ خياراً استراتيجياً للبرلمان المتمسك بالتعديلات التي أُدخلت على المسودات المقبولة من البرلمان والتي يجب على السيد كوبلر التقيد بها»، مشيراً إلى أن «برناردينو ليون لم يتقيد بتلك التعديلات لخروجه عن النص ما ساهم في فشل مهمته».