بعد سلسلة الاعتداءات التي شهدتها باريس يوم الجمعة الماضي وأوقعت 129 قتيلاً، روى شاب أميركي يدعى اليكس مالوي (23 عاماً) تجربته مع سائق اجرة مسلم، بعد ساعات من الحادث. وذكر موقع «هافنغتون بوست» الاميركي انه بعد دخول مالوي (23 عاماً) الى سيارة الاجرة تشكره السائق. وتابع مالوي قوله: «لم أكن أعلم ماذا أفعل، كانت من أكثر اللحظات المؤلمة في حياتي». وتشكّر السائق مالوي، لكونه أول زبون له في ساعتين، اذ أوضح مالوي ان «الناس شككوا في السائق في أعقاب اعتداءات باريس لانه مسلم». وأوضح مالوي انه أظهر تعاطفه مع السائق وأعرب عن تضامنه معه خلال ال 25 دقيقة التي قام السائق خلالها بايصاله من مدينة كولومس الى حي واشنطن هايتس في منهاتن، مضيفاً: «نسيت ان أسال السائق عن اسمه». وألهم الحادث مالوي لمشاركة تجربته مع أصدقائه عبر موقعي التواصل الاجتماعي «فايسبوك» و«تويتر»، معرفاً الحادث بانه من مظاهر «الإسلاموفوبيا»، اذ شاءت الظروف أن يجد نفسه أمام شخص يعاني من استبعاد الناس له وتجنب التعامل معه فقط لأنه مسلم . وتابع مالوي: «كان السائق يبكي طيلة مدة الرحلة. لقد تأثرت كثيراً وأجهشت بالبكاء»، مضيفاً ان السائق كان يردد «يا الهي.. الناس يعتقدون انني ارهابي. لا أحد يريد ان يركب معي لانهم لا يشعرون بالأمان. لا أستطيع القيام بعملي». وكتب مالوي على صفحات مواقع التواصل منتهزاً الفرصة لانتقاد الاشخاص الذين ينسبون تصرفات المتطرفين ويعممونها على المسلمين كافة، قائلاً: «توقفوا عن اتهام المسلمين بانهم سبب المشكلة. هم ليسوا كذلك لأنهم ضحايا. هم بشر مثلنا وأشقاؤنا ويستحقون الاحترام. أتمنى ان يتوقف الناس عن اعتبار الاشخاص البريئين أعداءً ووحوشاً». وبعد ذهاب مالوي إلى الفراش بوقت قصير، أُعيد تغريد قصته على «تويتر» 25 مرة. ولم يكن مالوي مستعداً لسيل التغريدات التي تلقاها في صباح اليوم التالي، اذ غُرد بقصته 30 ألف مرة. وأضاف مالوي: «كانت ردود الأفعال مؤثرة وصادقة جداً، اذ تفاعل معي الجميع وليس فقط المجتمع الاسلامي، وتفاعل الناس جعلني أبكي. من المهم ان نقف جميعاً صفاً واحداً لمواجهة الارهاب».