قررت شركة "عالم البحار" (سي وورلد) إنهاء العروض التي كانت تؤديها حيتان "اوركا" في متنزهاتها في سان دييغو اعتبارا من العام المقبل، ضمن خطة شاملة للشركة، بعد احتجاجات مناهضة لطريقة تعاملها مع الحيوانات. وقال الرئيس التفيذي للشركة جو مانبي انه استمع بعناية الى الانتقادات التي وجهها الضيوف في مسرح شامو، حيث تؤدي الحيتان عروضها، وسيقوم بانهاء العروض كاملة في سان دييغو مع نهاية العام المقبل. وتسعى الشركة الى استعادة صورتها بعد هبوط اسعار اسهمها في البورصة جراء انتقادات طاولتها بسبب تعاملها مع الحيتان. وقال مانبي ان الشركة ستستبدل عروض "شامو" في كاليفورنيا، التي تقوم بها الحيتان بالغوض والقفز ورش الضيوف بالماء بناء على اوامر مدربيها، بعروض جديدة تركز على البيئة الطبيعية للحيتان. وأضاف مانبي: "نحن نستمع الى ضيوفنا في ما يتعلق بالشركة. نحن نتغير دوماً"، وهي تصريحات جاءت مع اعلان الشركة عن استراتيجية جديدة تقوم فيها اعتباراً من العام 2017، باستبدال العروض الحالية للحيتان بتجربة جديدة مستوحاة من البيئة الطبيعية، وسيكون العام 2016 هو الأخير للعروض الترفيهية الحالية. واكد ان هذا القرار جاء استجابة مباشرة لعملاء الحديقة المائية في سان دييغو، والذين طالبوا بإنهاء هذه العروض واستبدالها بمفهوم اكثر ملاءمة للطبيعة، ونتيجة لذلك تراجع اعداد زوار الحديقة المائية بنسبة بلغت 17 في المئة خلال العام الماضي، لتصل الى 3.8 مليون زائر. وحذر مانبي المستثمرين في المشروع من أن اعداد الزوار في تراجع مستمر الامر الذي يحرم الشركة من حوالى 10 ملايين دولار من الارباح. وستستمر هذه العروض في الحدائق المائية الأخرى للشركة في كل من سان انتونيو وتكساس واورلاندو وفلوريدا. وقال مانبي للمستثمرين أن الشركة تركز على حماية الحيوانات اكثر من استخدامها للترفيه. ويأتي هذا التغيير في سياسة الشركة بعد احتجاجات قوية في اعقاب موت احد المدربين في الحديقة الذي سحبه الماء وغرق بسبب حوت هائج، الأمر الذي اثار نقاشاً حاداً تجاه مسألة حقوق الحيوان، شارك فيه نجوم السينما من امثال هاري ستايلز ومات دامون وجاكاس ستيف، الذين وجهوا رسالة احتجاج قوية الى الشركة. وقال احد اعضاء "الكونغرس"، وهو ادم سكيف، انه سيقدم مشروع قرار يجبر شركة "عالم البحار" على انهاء اسر حيتان "اوركا". وزاد ان هناك ادلة قوية على الاذى النفسي والجسدي الذي يمارس ضد هذه الحيوانات، مضيفاً "اننا لا نستطيع ان نكون مسؤولين تجاه بيئتنا عندما لا يعكس سلوكنا مبادئنا". وواجهت الشركة ايضاً احتجاجات من منظمات حقوق الحيوان، وخصوصاً منظمة "بيتا"، التي طالبت بانهاء عروض السيرك للحيتان وانهاء احتجاز هذه الحيوانات داخل الاقفاص. ويقول ناشطون إن هذه الثدييات البحرية ذات اللونين الأبيض والأسود تعيش حياة أقصر في الأسر عن مثيلاتها في البحر، وإن ذكور حوت "اوركا" التي تستخدمها الشركة تعاني من كسور في الزعانف الظهرية اكثر من مثيلاتها الحرة، كما تعزل الشركة بين الحيتان التي تعيش عادة حياة اجتماعية مترابطة، ما يتسبب في سلوك يتسم بالاضطراب ويفتقر الى التكيف. وكانت الشركة في السابق تأمل في زيادة مساحة الحديقة المائية التي تضم 11 حوتاً ودلفيناً، لكن الخطة التي ستكلف الشركة 100 مليون دولار توقفت، بعد ان اكدت مفوضية السواحل ان التوسعة لن تكون ممكنة الا اذا قامت الشركة بانهاء تربية الحيتان في الحديقة المائية. يذكر أنه في العام 2013 تراجعت أسهم "سي وورلد" بنسبة 50 في المئة عقب عرض فيلم وثائقي بعنوان "السمكة السوداء" يتناول قصة حوت من نوع "أوركا" قتل مدرباً في متنزه "سي وورلد" في أورلاندو بولاية فلوريدا في العام 2010 . وأدت حملات الانتقادات السلبية إلى الإضرار بشركة "سي وورلد" التي تقوم بتشغيل متنزهات في كل من كاليفورنيا وفلوريدا وتكساس ومناطق أخرى. وتدافع "سي وورلد" عن نفسها قائلة إن القصة الواردة في الفيلم الوثائقي، والتي تشير إلى مقتل مدرب في متنزه الشركة في أورلاندو من قبل حوت حافلة بالأكاذيب.