توعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ب «ملاحقة الارهابيين أينما كانوا ومعاقبتهم»، بعد إعلان موسكو ان قنبلة بدائية الصنع تسببت في كارثة طائرة «متروجيت» التي سقطت في سيناء وقتل على متنها 224 شخصاً. وأعلنت الأجهزة الأمنية مكافأة قدرها 50 مليون دولار لمن يدلي بمعلومات عن المنفذين أو المخططين، فيما أعلنت الخارجية الروسية عن تعاون مع «الشركاء» لتحديد المسؤولين عن الحادث. وتسارعت التطورات أمس في تحقيقات حادث تحطم الطائرة الروسية نهاية الشهر الماضي، إذ أعلن رئيس هيئة (وزارة) الأمن الفيديرالي الروسية ألكسندر بورتنيكوف خلال اجتماع مع بوتين أن نتائج تحليل أمتعة ضحايا الطائرة المنكوبة وأجزاء منها دلت إلى وجود آثار لمواد متفجرة أجنبية الصنع، «ما يحسم الجدل بأن الحادث ناجم عن اعتداء ارهابي». وأضاف بورتنيكوف: «يمكن أن نؤكد أن ذلك عمل إرهابي، تم تفجير الطائرة بعبوة ناسفة وهذا يفسر تساقط أجزاء الطائرة على مساحة واسعة». وأوضح المسؤول الأمني أن الخبراء الروس قدروا حجم العبوة الناسفة المستخدمة بنحو كيلوغرام واحد من مادة «تروتيل» الشديدة الانفجار وأنها صنعت يدوياً. وقال الرئيس الروسي في الاجتماع الأمني الذي كُرّس لمناقشة نتائج التحقيقات الروسية أن «تفجير الطائرة يعد واحداً من أكثر الأعمال الإرهابية دموية في تاريخ روسيا». وتعهد بأن روسيا «ستلاحق الإرهابيين الذين وقفوا وراء التفجير في أي مكان في العالم وستعاقبهم». وأمر الاستخبارات الروسية بالتركيز على البحث عن المتورطين في الحادث. كما هدد «كل من سيحاولون مساعدة الإرهابيين» بأنهم «سيتحملون المسؤولية عن تصرفاتهم». وفي أول إشارة إلى خطوات عملية ستتخذها روسيا، قال بوتين إن «الضربات الروسية ضد مواقع الإرهابيين في سورية لن تستمر فحسب، بل ستزيد قوة وكثافة كي يدرك المجرمون أن العقاب لا مفر منه». وطلب من وزارة الدفاع والأركان العامة تقديم اقتراحات في هذا الشأن. وأضاف: «سأقوم بالتأكد بتنفيذها». وفي إشارة الى مصر، طلب الرئيس الروسي من وزارة الخارجية «التوجه إلى جميع الشركاء لتعزيز العمل على البحث عن المجرمين ومعاقبتهم، ونحن نعوّل على مساعدة جميع أصدقائنا»، مضيفاً أن «موسكو ستتصرف وفقاً للمادة 51 من ميثاق الأممالمتحدة التي تنص على حق الدول في الدفاع عن نفسها». واعتبر أنها «ليست المرة الأولى التي تواجه فيها روسيا الجرائم الإرهابية الهمجية، وغالباً من دون أية أسباب داخلية أو خارجية واضحة، كما حدث أثناء تفجير محطة القطارات في فولغوغراد في نهاية العام 2013». وأعلنت هيئة الأمن الفيديرالي أنها ستتعاون مع قوات الأمن الروسية في اتخاذ «إجراءات للبحث عن المسؤولين عن تفجير الطائرة». وأشار بيان أصدرته الهيئة إلى تخصيص مكافأة قيمتها 50 مليون دولار «لمن يدلي بمعلومات تساعد في القبض على المجرمين». ونقلت وكالة «نوفوستي» الروسية عن ناطقة باسم وزارة الخارجية البريطانية أن «لندن قدمت لشركائها، بما في ذلك روسيا، المعلومات المتوافرة لديها في شأن تحطم الطائرة الروسية فوق سيناء»، مشيرة إلى أن جزءاً من هذه المعلومات «يحمل طابعاً حساساً». وأضافت أن «رئيس الوزراء ديفيد كامرون تحدث إلى بوتين في الخامس من الشهر الجاري، وأطلعه على رؤيتنا في شأن سبب تحطم الطائرة». وفي وقت لاحق، قال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن «الرئيس كلّف الأجهزة الأمنية باتخاذ الإجراءات الكفيلة بتحديد جميع المتورطين في هذه العملية الإرهابية، وأمر بالبحث عن هؤلاء في كل أنحاء العالم بغض النظر عن المكان والزمان، والقضاء عليهم». وأشار إلى أن أجهزة الأمن الروسية «باشرت فعلاً بتنفيذ الأمر الصادر عن الرئيس بعد اجتماع خُصص لوضع خطط لتنفيذ أوامر القائد العام ورئيس الدولة». ولفت الى أن «الرئيس كلّف أجهزة الأمن بتعزيز الأمن الداخلي في البلاد، لمواجهة محاولات الإرهابيين تنفيذ اعتداءات». وقال إن «تنظيم داعش مثل غيره من الجماعات الإرهابية، يعتبر بلا شك المسؤول عن تصدير الإرهاب من هذه المنطقة إلى دول العالم».