توحّدت الحناجر في قصر رام الله الثقافي، ليل أول من أمس، مؤدية أغنية «موطني» وقوفاً، على خلفية موسيقية لأعواد فريق «الثلاثي الجبران» حاكت كلمات إبراهيم طوقان، كما كانت تحاكي كلمات محمود درويش. وهكذا أسدل الستار على حفلة توزيع «جائزة دولة فلسطين التقديرية» في الفنون والآداب والعلوم الإنسانية، والتي عادت إلى الحياة بعد غياب 14 عاماً. وفاز «الثلاثي جبران» بجائزة فلسطين التقديرية عن حقل الفنون، «تقديراً لأسلوبهم المتميز في العزف الجماعي على العود، والذي يجمع بين الأصالة والمعاصرة في امتزاج فني متناغم بين الموسيقى والشعر، وبين الصوت والمعنى في تركيبة يتّحد فيها النغم الشرقي وإيقاع التحديث الغربي على العود، ما يحمل إلى العالم صورة بهيّة للإبداع العربي الفلسطيني، وشغفه الإنساني بالحب والحرية والسلام»، كما جاء في بيان الجائزة. وقرّرت لجنة الجائزة برئاسة الكاتب يحيى يخلف، منح جائزة الآداب مناصفة ما بين الأديب محمد علي طه، والقاص زياد خداش، فيما ذهبت الجائزة التقديرية عن مجمل الأعمال للدكتور حسام الخطيب، وأيضاً للدكتور عبدالرحمن ياغي. أما جائزة الدراسات، فمنحت مناصفة بين الكاتب والإعلامي أحمد عبدالرحمن عن كتابه «عشت في زمن عرفات»، وإبراهيم نمر موسى عن كتابه «تجليات الوطن واستبطان الذات في شعر كمال ناصر». فيما استحدثت هذا العام جائزة المبدعين الشباب، وذهبت مناصفة أيضاً ما بين القاصة الشابة نسب أديب حسين، والفنانة الشابة ديما حوراني عن مشروعها الفني التفاعلي «الفعل الماضي المستمر». وقال سمير جبران ل «الحياة» خلال الحفلة: «هذه الجائزة تضع على أكتافنا مسؤولية كبيرة، ليس فقط حيال الجمهور المحلي والعالمي، بل في الأساس حيال القضية الفلسطينية، والوطن». وأضاف: «مع أننا لا نعزف الكلمات، لكن كلمات محمود درويش رافقت موسيقانا، وبالتالي مضامين لغتنا الموسيقية هي مضامين ما قاله درويش، وإن خلت أحياناً من كلماته فمضامين موسيقانا مضامين وطنية بحتة». وكان الفريق أحيا حفلة أخيراً في مدينة بوردو الفرنسية، أهداها لضحايا الإرهاب في باريس وبيروت، وكذلك لشهداء فلسطين.