نشر موقع «بيزنس إنسايدر» تقريراً عن العادات التي «يقدسها» الناجحون قبل خلودهم للنوم، وذكر أن آخر ما يفعله الشخص قبل النوم له بالغ التأثير على حالته في اليوم التالي، وأن الطاقة والمزاج متوقفان في شكل كبير على سؤال محدد هو «كيف نمت ليلة أمس؟». وأضاف الموقع أن «الناجحين» يؤمنون بأن نجاحهم مبني على صحتهم العقلية والجسدية، وهي أمور يحددها ما إذا حصلوا على قدر كافٍ من النوم ليلاً. ولأن طقوس ما قبل النوم على هذا القدر من الأهمية، فإنهم يواظبون قبل نومهم على القيام ببعض العادات منها: القراءة: يتفق الخبراء على أن القراءة هي آخر ما يفعله الناجحون قبل النوم. ويقول أستاذ علوم التجارة الدولية ومؤلف كتاب «لا يمكنك أن تكون جادًا! امزح أثناء العمل» ميشيل كير، إنه يعرف الكثير من رواد الأعمال البارزين الذين يخصصون وقتاً للقراءة قبل نومهم، إن هذا الأمر غير قابل للتفاوض في جدول أعمالهم. ولا تقتصر القراءة على صعيد حياتهم المهنية فقط، فالكثير من الناجحين يؤمنون بأنهم يضيفون قيماً ومعارف إلى حياتهم بتصفّح المزيد من المعلومات، مثل قراءة روايات الخيال العلمي أو الفلسفة قبل النوم. إعداد قائمة الواجبات: يقول كير إن «الأشخاص الناجحين يأخذون بعض الوقت لتدوين قائمة أعمالهم والمواعيد المفترضة للقيام بها. فإفراغ تلك الأفكار على قائمة يمنعها من أن تغزو رأسهم أثناء النوم». ويعطي كير مثالاً، الرئيس التنفيذي لشركة «أميركان إكسبريس» كينيث تشينولت الذي يدون يومياً قبل نومه ثلاثة أشياء يريد تحقيقها في اليوم التالي. الفصل بين العمل والمنزل: يقول كير إن الناجحين حقاً يحاولون عدم الخوض في القضايا المتعلقة بالعمل قبل النوم، وهذا يعني عدم تدقيق حساب البريد الإلكتروني أو وسائل التواصل الاجتماعي قبل النوم. ويضيف أن «ضوء الهاتف يشبه سطوع الشمس الذي يخاطب عقلك لوقف إنتاج «الميلاتونين»، وهو الهرمون الضروري الذي ينظم إيقاع الساعة البيولوجية الخاصة بك، ويقول لجسمك إنه حان الوقت ليستيقظ، وحان وقت النوم. وخلل هذا الهرمون يمكن أن يؤدي ليس فقط إلى قلة النوم، لكن أيضاً إلى مشاكل في الرؤية، والسرطان، والاكتئاب». ويوافقه البروفسور في علم النفس التنظيمي ومؤلف كتاب «ذا يو بلان» مايكل وودوارد الرأي، قائلاً إن «آخر شيء تحتاجه هو أن تفكر في البريد الإلكتروني الذي قرأت للتو، أعطِ لنفسك فترة عازلة على الأقل لمدة نصف ساعة بين وقت قراءة بريدك الإلكتروني وبين وقت الذهاب إلى السرير». قضاء وقت مع العائلة: يقول وودوارد إنه من الضروري أن تقضي بعض الوقت مع العائلة، مثل الحديث مع شريك حياتك ومع أبنائك، أو اللعب مع كلبك. وتذكر لاورا فانديركام، مؤلفة كتاب «ما الذي يفعله الأشخاص الناجحون قبل تناول وجبة الإفطار»، أنه «من الشائع بين الأشخاص الأكثر نجاحاً، النوم في غرفة منفصلة عن الشريك. لكن إذا استطعت عكس ذلك، فستكون هذه طريقة رائعة للتواصل بينكما». مراجعة الأشياء الجيدة التي حصلت في يومهم: يقضي عدد من الأشخاص الناجحين بعض الوقت قبل الخلود إلى النوم في التفكير في يومهم، أو كتابة 3 أشياء يتمنون حدوثها على مدار يومهم. فعلى سبيل المثال تدوينات الشكر والامتنان تذكّر الأفراد بالإنجاز الذي حققوه. ويمكن اعتبار الأمر كلمة السر للبقاء متحفزاً، خصوصاً في الأوقات التي يخوضون فيها منافسة. ومن السهل الوقوع في فخ الأشياء السلبية التي حدثت على مدار اليوم، ويتمكن الناجحون عادة من تجنب دوامة التشاؤم من النقد الذاتي السلبي، لأنهم يعرفون أنها ستسبب لهم مزيداً من التوتر. ويقول وودوارد: «تذكر أن تأخذ بعض الوقت للتفكير في لحظات إيجابية من اليوم والاحتفاء بالنجاحات، حتى لو كانت قليلة ومتباعدة». جعل النوم من ضمن خططهم: كُتب الكثير عن الخطر الذي يواجه الأشخاص دائمي الانشغال، ومواجهتهم للعجز المزمن عن النوم. لذلك فإن من ضمن العادات التي رصدها كير، أن الأشخاص الناجحين يجعلون من أولوياتهم الحصول على قدرٍ كافٍ من النوم، الأمر الذي يمكن اعتباره تحدياً لمدمني العمل ورواد الأعمال. وتقترح فانديركام أن تحدد موعداً للاستيقاظ من النوم، وتقرر بناءً على ذلك الساعات التي تحتاجها للنوم، ثم تضبط منبهك لتذكيرك بموعد النوم. الخروج للتنزه في المساء: في حين أن الاعتقاد الشائع بأن ممارسة المشي قبل النوم يمكن أن تمنع النوم، لكن الدراسات أثبتت أن ممارسة الرياضة حتى في الليل، تساعد على النوم بشكل أفضل، وأن المشي يحد من التوتر والقلق. وعلى سبيل المثال، يأخذ الرئيس التنفيذي لشركة «بوفير» جويل غاسكوين، نزهة لمدة 20 دقيقة سيراً كل مساء قبل النوم. ويقول: «هذه فترة تتيح لي الفرصة لتقييم عمل اليوم، والتفكير في التحديات الكبرى، والتوقف تدريجياً عن التفكير في العمل». التأمل: يقضي العديد من الأشخاص الناجحين 10 دقائق قبل الخلود إلى النوم في التأمل، وهو ما تأكده المدرّبة دالي كورو، وتقول إن «هذه طريقة عظيمة لإراحة الجسد وتهدئة العقل». طقوس النظافة: توصي مؤسسة «النوم الوطنية الأميركية» بإنشاء طقوس النظافة التي ترسل إشارة نفسية بالاستعداد للنوم، مثل تنظيف الأسنان، وغسل الوجه، وتمشيط الشعر.