حض وزير الخارجية النمسوي ميخائيل شبيندلغر في مقابلة اجرتها معه «الحياة» في فيينا، جميع الدول الاوروبية على اتباع «استراتيجية الحوار» مع سورية بهدف الافادة من إمكاناتها لتكون «قوة بناء» في الشرق الاوسط، لافتاً الى ان قرارا سياسيا «قيد الإعداد» لتوقيع اتفاق الشراكة السورية - الاوروبية في الاشهر المقبلة. كما شدد على ضرورة ان «تجمد» اسرائيل «جميع النشاطات الاستيطانية»، لافتاً الى ان «المجتمع الدولي موحد» ازاء اعتبار مبدأ حل الدولتين، فلسطينية واسرائيلية، لا يزال في «جوهر اي حل سلمي دائم». وكان شبندلغر يتحدث ل «الحياة» في ختام اول زيارة يقوم بها الرئيس بشار الاسد لفيينا، قبل انتقال الاخير الى سلوفاكيا صباح اول من امس. واوضح الوزير النمسوي: «نعتقد ان الحوار هو الاستراتيجية الافضل لحل الجمود في الشرق الاوسط. بعد اتفاق الدوحة وتأسيس النظام الدستوري في لبنان، اظهرت سورية استعدادا للمساهمة في الاستقرار والسلام في الشرق الاوسط. الاتحاد الاوروبي والنمسا يريدان الاستجابة مع هذا التطور عبر الإعداد لحوار جدي»، لافتاً الى ان النمسا يمكن ان «تفتح الابواب» الاوروبية لسورية في ضوء «الحوار الودي والصريح» الذي اجراه الرئيس الاسد مع الرئيس هانز فيشر وباقي المسؤولين النمسويين. ولاحظ شبندلغر ان عددا من وزراء الخارجية الاوروبيين قام بزيارات لدمشق في الفترة الاخيرة، قبل ان يشدد على «وجوب ان تستفيد من امكاناتها الكامنة لتكون عامل بناء في الشرق الاوسط وتعزز التزامها بالتعاون الاقليمي والشراكة». وزاد: «لا يمكن ان نتوقع تغييرا جذريا ليحصل بين ليلة وضحاها. بدلاً من ذلك، نرى مقاربة تدريجية لما فيه مصلحة كل من سورية واوروبا والشرق الاوسط»، مشيرا الى ان «قرارا سياسيا يجهز ازاء توقيع اتفاق الشراكة». وسئل عن الدور النمسوي في صنع السلام، فأوضح: «مصلحة اساسية في تطورات ايجابية في المنطقة، ذلك اننا اسسنا علاقات ثقة مع كل دول المنطقة»، مشيراً الى انه بمجرد تسلم بلاده عضويتها غير الدائمة في مجلس الامن، انخرطت في «جهود وقف التصعيد في النزاع في غزة وحولها، ما ادى الى الوصول الى القرار 1869 الذي مهد الارضية لهدوء لا يزال هشاً، بين حماس واسرائيل». وقال شبندلغر رداً على سؤال يتعلق بمفاوضات السلام غير المباشرة بين سورية واسرائيل، ان بلاده «كانت دائماً جاهزة لتكون منبراً لتقديم خدماتها للأطراف التي تريد الانخراط في حوار ومفاوضات، وسنواصل العمل وفق تقاليدنا. كما اننا ندعم الجهود من دول اخرى مثل تركيا التي ترمي الى اعادة سورية واسرئيل الى طاولة المفاوضات. واذا طلبت منا المساعدة، فاننا سنقوم حتماً بذلك». وعن موقف حكومة بنيامين نتانياهو من مبدأ حل الدولتين، قال ان الاتحاد الاوروبي والاطراف الاخرى في اللجنة «الرباعية الدولية» تصر على «التزام جميع الاطراف عملية السلام وتنفيذ التزاماتها وفق خريطة الطريق. وهذا يتضمن تجميد جميع النشاطات الاستيطانية في الاراضي المحتلة». وزاد ان «الرباعية» والمجتمع الدولي يمكن ان يعرضا مساعدتهما، غير انهما لا يمكن ان يحلا محل الارادة السياسية التي لا يستغنى عنها للاطراف المعنية ذاتها و «نطلب من جميع اللاعبين في المنطقة الاضطلاع بمسؤولياتها والعودة الى مائدة المفاوضات. لانه، في النهاية، فقط المفاوضات يمكن ان تقدم سلاما شاملا ودائماً وأمناً وازدهاراً الى الاجيال المقبلة». واكد الوزير النمسوي الذي شارك اول من امس في اجتماع لنظرائه الاوروبيين في لوكسمبورغ ان مبدأ حل الدولتين «لا يزال في جوهر اي حل سلمي دائم، والمجتمع الدولي موحد ومصمم ازاء ذلك. ونحن ننوه بالالتزام الاستراتيجي للدول العربية بمبادرة السلام، ونأمل في ان تقوم الاطراف جميعا بدورها لتحويل هذه الرؤية الى امر واقع».