وصف الرئيس فرانسوا هولاند سلسة الاعتداءات التي شهدتها العاصمة الفرنسية باريس، الجمعة الماضي، والتي أوقعت 129 قتيلاً وحوالى 350 جريحاً، ب «الأسوأ» منذ الحرب العالمية الثانية، لافتاً إلى أنها جرت بمساعدة جماعات متطرفة وبتواطؤ من أشخاص داخل بلاده. ونقل موقع «سي أن أن» عن هولاند قوله: «عندما ينفذ الإرهابيون مثل هذه الأعمال، يجب أن يعلموا أنهم سيواجهون فرنسا مصممة على مواجهتهم». ووقعت الاعتداءات التي تبناها تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) ونفذها ثمانية انتحاريين في وقت واحد تقريباً وفي ستة مواقع، ومنها مجزرة مسرح «باتاكلان». وتأتي سلسلة أعمال العنف بعد 10 أشهر من حادثة «شارلي إيبدو»، الذي تبنى تنظيم «القاعدة» مسؤوليته عنه، إذ أعلن رئيس الوزراء مانويل فالس أنه «سيشن الحرب ضد الإرهاب والمتطرفين». وغرّد فالس في حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» بعد اعتداءات الجمعة الماضي: «نحن في حال حرب وسنتخذ إجراءات استثنائية. سننتصر». وقال مدير «مركز الأمن الدولي والسياسة الدفاعية» في مؤسسة «راند» الأميركية كريستوفر شيفيز إن «فرنسا استخدمت القوة العسكرية ضد الإرهابيين في الخارج خلال السنوات الأخيرة. هذا تغيير كبيرعما كانت عليه قبل 10 سنوات». وأوضح شيفيز أن «فرنسا يمكن أن تكون واحدة من أكثر الدول عدوانية في العالم عندما يتعلق الأمر بقتال الجماعات الإرهابية في الخارج». وتابع: «الرئيس هولاند لديه القوة الجوية المتقدمة والقوات الخاصة والأسلحة البحرية. وتحتاج فرنسا دعماً من حلفاء الناتو، وخصوصاً الولاياتالمتحدة، حتى تتمكن من توظيف هذه القدرات إلى حدها الأقصى». وقال محلل «سي أن أن» العسكري اللفتنانت كولونيل ريك فرانكونا: «من الواضح أن فرنسا سترد عسكرياً»، فيما قال مدير مركز «ترانغيل» لشؤون الإرهاب والأمن الداخلي ديفيد سكانزير إن اتخاذ فرنسا إجراءات من جانب واحد ضد تنظيم «داعش» في العراق وسورية «أمر غير متوقع»، موضحاً أن «نشاط فرنسا ضد التنظيم قد يزداد بوصفها جزءاً من التحالف الدولي». وأعلنت وزارة الدفاع الفرنسية، أمس الأول، أن 12 مقاتلة فرنسية ألقت 20 قنبلة على الرقة، شرق سورية، دمرت خلالها مركز قيادة ومعسكر تدريب في المدينة التي تعد معقل التنظيم. وقالت الوزارة، في بيان، إن «الهدف الأول الذي دُمِّر كان يستخدمه "داعش" موقعاًً للقيادة ومركزاً للتجنيد الجهادي، ومستودع أسلحة وذخائر. أما الهدف الثاني، فيضم معسكر تدريب إرهابي». وأوضح البيان أن «12 طائرة فرنسية نفذت الغارات، بينها 10 مقاتلات انطلقت من الإماراتوالأردن، وأطلقت مقذوفاتها في وقت واحد». ولدى فرنسا ست طائرات «رافال» في الإمارات وست طائرات «ميراج 2000» في الأردن. وأفادت الوزارة بأن «العملية جرت بالتنسيق مع القوات الأميركية، وجرى التخطيط لها بناء على مواقع حددت سابقاً خلال عمليات استطلاع نفذتها فرنسا». ودعا هولاند مجلس الأمن الدولي إلى الإسراع في إصدار قرار ضد الإرهاب، وقال: «ستكثف فرنسا حالياً عملياتها في سورية»، واصفاً هذا البلد بأنه «يمثل المصنع الأكبر للإرهابيين عرفه العالم».