أعلنت وزارة الدفاع الفرنسية أمس (الاحد)، أن 12 مقاتلة فرنسية ألقت 20 قنبلة على الرقة شرق سورية دمرت خلالها مركز قيادة ومعسكر تدريب في هذه المدينة التي تعتبر معقل تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في سورية. وقالت الوزارة في بيان أن «الهدف الأول الذي تم تدميره كان يستخدمه (داعش) موقعاً للقيادة ومركزاً للتجنيد الجهادي، ومستودع أسلحة وذخائر، أما الهدف الثاني فيضم معسكر تدريب إرهابي». وأوضح البيان أن «12 طائرة فرنسية نفذت الغارات، بينها 10 مقاتلات انطلقت من الإماراتوالأردن، وأطلقت مقذوفاتها في آن واحد». ولدى فرنسا ست طائرات «رافال» في الإمارات، وست طائرات «ميراج 2000» في الأردن. وأفادت الوزارة بأن «هذه العملية تمت بالتنسيق مع القوات الأميركية، وجرى التخطيط لها بناء على مواقع حددت سابقاً خلال عمليات استطلاع قامت بها فرنسا». وقال مدير «المرصد السوري لحقوق الانسان» رامي عبد الرحمن ان «دوي 36 انفجارا على الاقل سُمع ليل الاحد - الاثنين في مدينة الرقة شمال البلاد، نتج بعضها من غارات جوية، وبعضها الأخر من انفجار أسلحة وذخائر كانت داخل احد المواقع المستهدفة». وأشار الى ان «الانفجارات هزت المدينة باكملها»، مضيفا ان «الغارات استهدفت ايضا مناطق في شمال وجنوب المدينة». ولم يتمكن المرصد من تحديد الخسائر البشرية الناجمة عن هذه الغارات. وقال عبد الرحمن ان «تنظيم الدولة الاسلامية يفرض استنفارا امنيا في المدينة، ومن الصعب تأكيد المعلومات بخصوص حصيلة القتلى من المستشفيات الموجودة هناك». وتبنى تنظيم «داعش» الاعتداءات التي نفذها ثمانية انتحاريين في باريس الجمعة، وحصدت في حصيلة غير نهائية 129 قتيلاً و352 جريحاً، بينهم 99 إصاباتهم خطرة. واعتبر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، هذه الاعتداءات الأكثر دموية في تاريخ بلاده «عملا حربياً»، معلناً حال الطوارئ للمرة الأولى منذ خمسين عاماً، والحداد الوطني لثلاثة أيام. وهذه هي الغارات الأكبر والأقوى لفرنسا في سورية منذ دخول باريس التحالف الدولي ضد «داعش» الذي تقوده اميركا. واتفق وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان، ونظيره الأميركي اشتون كارتر، على اتخاذ اجراءات ملموسة، بهدف تكثيف العمليات العسكرية ضد التنظيم. وصرح نائب مستشار الأمن القومي الأميركي بين رودس، أن «الولاياتالمتحدة ستكثف التنسيق مع فرنسا في شأن الرد على هجمات باريس، عبر تنفيذ عمليات عسكرية في سورية ضد تنظيم (داعش)، وستكثفان تبادل المعلومات الاستخباراتية».