لندن، القاهرة - «الحياة»، رويترز - في وقت ما زال الجدل يحيط بملابسات تحطم طائرة «ايرباص» الروسية فوق سيناء السبت الماضي، تحطمت في جنوب السودان أمس، طائرة روسية الصنع، من طراز «انتونوف» السيء الصيت، في ظروف غامضة أيضاً. وقالت بريطانيا أمس إن الطائرة الروسية التي تحطمت بعد اقلاعها من منتجع شرم الشيخ ربما تكون قد أسقطت جراء انفجار عبوة ناسفة. وقال مكتب رئيس الوزراء ديفيد كامرون في بيان «بينما التحقيقات جارية لا يمكننا القطع بالسبب وراء تحطم الطائرة الروسية... لكن مع تكشف المزيد من المعلومات تنامى لدينا قلق من أن الطائرة ربما تكون قد أسقطت بعبوة ناسفة». وفي إجراء احترازي قررت الحكومة تأخير الطائرات التي من المتوقع أن تقلع من شرم الشيخ للسماح لفريق خبراء الطيران البريطانيين المتوجهين إلى شرم الشيخ بأن يقوموا التدابير الأمنية المطبقة في المطار. وقال مصدر مقرب من التحقيقات وتحليل معلومات الصندوقين الصندوقين الأسودين في مصر «أن تحطم الطائرة الروسية يرجع على الأرجح إلى انفجار لم يتضح إن كان سببه قنبلة أو وقود». وأشار الى أن المحققين يفحصون التربة في موقع سقوط حطام الطائرة بحثا عن مؤشرات على وقوع هجوم بقنبلة. وقتل في تحطم الطائرة بعد إقلاعها من مطار جوبا عاصمة جنوب السودان، 40 شخصاً بينهم 12 راكباً وأفراد الطاقم، فيما نجا ثلاثة آخرون. واستبعدت السلطات أن يكون وراء الحادث «عمل إرهابي»، ورجحت عطلاً تقنياً. وشارك سكان محليون في البحث عن ناجين وانتشال جثث من بين الأنقاض ووسط الأشجار التي تحيط بالمنطقة. وأعلن «الصليب الأحمر» في جنوب السودان أنه تمكن من العثور على 37 جثة لضحايا الطائرة، مشيراً إلى 3 جثث ظلت عالقة داخل حطامها. وسارعت موسكو إلى التبرؤ من الطائرة، وأعلنت الخارجية الروسية أنها مسجلة في طاجيكستان وليس في روسيا، مشيرة إلى أن طاقمها يتألف من 5 ملاحين أرمن وآخر روسي. ولفت الطيران المدني في جنوب السودان إلى أن البيان الرسمي للطائرة المنكوبة قبل إقلاعها، يفيد بأنها لا تقل ركاباً، الأمر الذي يشير إلى مخالفة في الوثائق الرسمية للطائرة سمحت بتسلل ركاب إليها. ورجحت السلطات في جوبا أن يكون عطل فني طارئ وراء الحادث، مؤكدة أن الضحايا من الركاب هم 12 شخصاً معظمهم من جنوب السودان، إضافة إلى أفراد الطاقم الستة، في حين أن بقية الضحايا كانوا على الأرض. كما أكدت نجاة 3 ركاب نقلوا إلى المستشفى، بينهم رجل مسن وطفل رضيع. وكانت الطائرة التجارية الروسية من طراز «انتونوف 12» متجهة إلى منطقة فلج في ولاية أعالي النيل النفطية، وتحطمت على بعد 800 متر من المطار في منطقة مأهولة على ضفاف النيل الأبيض. وقال الناطق باسم رئاسة جنوب السودان أتينى ويك إن الطائرة المخصصة أساساً للشحن، مستأجرة من شركة مسجلة في جنوب السودان لم يسمها، كما أنه لم يحدد الشحنة التي كانت تنقلها. وتسببت «انتونوف» وهي طائرة نقل مدني وعسكري انتجت في عام 1957، بسلسلة كوارث جوية خصوصاً في الجزائر والسودان وليبيا وإيران، ما دفع بعض الدول إلى حظر دخولها أجواءها، ضمن مساعي تطبيق معايير الأمن والسلامة، لعدم توافرها في شكل كامل في هذا النوع من الطائرات التي تعمل بأربعة محركات.