وصف وزير الصحة المهندس خالد الفالح تجربة «كورونا» في المملكة بأنها «صعبة ومريرة»، إلا أنه أبدى «تفاؤله» بأن هذه التجربة «ستمكننا من بناء قدرات بحثية تجعل المملكة تتبوأ الموقع الذي تستحقه بوصفها دولة قيادية من ناحية المنظومة الصحية»، مشيراً إلى أن الحلقة الفارغة التي تعوق تحقيق هذا الهدف هي «البحث العلمي، وتطوير الأدوية والعلاجات»، مؤكداً عزم وزارته في أن يكون «مؤتمر الرياض لأبحاث لقاح كورونا» خطوة كبيرة في هذا الاتجاه. وقال الفالح: «إن ثقتي عالية وليس لها سقف، في قدرات الوطن وأبنائه وبناته في مجال البحث العلمي»، مؤكداً أن وزارته «ستأخذ دورها القيادي، وتحت مظلتها الجهات الأخرى المقدمة للخدمات الصحية، والجامعات والجهات البحثية في تنسيق الجهود مع الجهات السعودية، وعقد الشراكات الدولية، وتطبيق عملي ممنهج لبناء القدرات البحثية باستمرار». جاء ذلك في تصريح صحافي لوزير أمس، بعد لقائه المشاركين في المؤتمر العالمي لأبحاث لقاح «كورونا» المتواصل في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية بالرياض، بحضور أعضاء المجلس الاستشاري لمركز القيادة والتحكم بالوزارة. وأشار إلى أن بعض المنظومة الصحية في المملكة «حديثة نوعاً ما بالمقارنة في دول متقدمة». بيد أن الفالح استدرك بالقول: «ليس لدينا العمق الموجود لديهم، وعلى رغم وجود تطور كبير خلال العقود الماضية في العلاج والوقاية من الأوبئة، لم نخط خطوات تذكر في مجال البحث الطبي واستحداث أدوية وأمصال لأنفسنا، وما زلنا نعتمد على صناعة الأدوية العالمية وعلى مراكز الأبحاث العالمية»، لافتاً إلى أن الأمراض المستجدة لدينا «قليلة، وربما كان هذا هو السبب الذي لم يجعل هناك دافعاً قوياً لتطوير مجال الأبحاث». وحول موضوع «كورونا» أوضح وزير الصحة أن «المملكة تكاد تكون الدولة الوحيدة التي تعاني من كورونا، و85 في المئة من حالات هذا المرض في المملكة، وإلى الآن لم نعرف السبب، وهناك دول أخرى بها إبل، ولكن الحالات الأولية لديها قليلة، وانتشار العدوى محدود، على رغم أن جاهزية هذه الدول من الناحية البحثية وقدراتها ليست أفضل من المملكة».